الرابط في الأمر، أن «أرامكو» في ذلك الوقت نظمت حملة إعلامية للتوعية بأفضلية هذا الوقود الأخضر، على توفير طاقة أنظف تخلو من الرصاص الضار بالبيئة، وأنه خفيف على المحركات، ولم تطرحه للسوق «خبط لزق» بل قامت بالأبحاث التي تضمن أنه خيار آمن وأفضل من سابقه، لكن ردود الشارع آنذاك أن «أرامكو» «وش عرفها» فهي «ملعوب عليها مثل ما يبغون يلعبون علينا» ولكننا أفهم من «أرامكو»- أكبر مصدر للطاقة بالعالم- من خلال معاملها وخبرائها الأكبر والأحدث، ولكنهم لم يقنعونا آنذاك.
هذا المشهد أشبه بردود أفعال بعض الشارع- وللأسف- على لقاح كورونا الذي وفر بتسخير مليارات الريالات والإمكانات البشرية والتقنية كافة، بل وحتى النواقل الجوية والأرضية، وأحدث المخازن لبناء وافتتاح مقار في مدة قياسية على مستوى مناطق المملكة للجميع من مواطنين ومقيمين، وذلك بعد فحص وتدقيق الخبراء والمستشارين للقاح، حتى يصل إلى جسد المتلقي، باعتماد أحدث الأجهزة والتقنيات، ويخرج المتحدث الرسمي لوزارة الصحة ليبلغنا بمدى أمان وموثوقية اللقاح على غرار أمان وموثوقية البنزين الأخضر، ولكن ما زالت هناك ردود تهتم بحساب تويتري لا يتبع لأي جهة رسمية، يقول إن «مشاري البلام»- رحمه الله- مات بعد تلقيه اللقاح، ويتأثر ويمتعض ويهرب خوفا من هذه المعلومة التي لم تظهر ما هي حالة «البلام» قبل أخذه للقاح، وهل كان يعاني من مشاكل أو حساسية تجاه التطعيمات، وهل وهل وهل من الأسئلة التي يطرحها الأطباء المتوفرون بشكل مجاني علينا قبل تلقي اللقاح، لأن كل حالة لها جسد مختلف وتركيبة D.N.A مختلفة، وأعراض وتقبلات مختلفة حتى بين التوائم الذين ولدوا من بطن واحد وفي ساعة واحدة، ومع ذلك لم يقل الأطباء إن ما ينطبق على أحدهم بالضرورة ينطبق على الآخر، وليس بالضرورة إن مات «البلام» أو غيره بهذا اللقاح أنك ستموت عزيزي «المحقق كونان». رغم اختلاف الأزمنة فإن بعض أفكار وردود الشارع لم تتغير ما بين أزمنة (لقاح COVID - 19 وبنزين أخضر 91).