مقابلة مع السيد عبدالله المؤيد، الرئيس التنفيذي في شركة بوابة ترابط، أكبر منصة للخدمات المصرفية المفتوحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد تمكنت بوابة ترابط من جمع 13 مليون دولار أمريكي، وهذا يعد أكبر استثمار يتم جمعه لشركة تكنولوجيا مالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

* ما رؤيتكم للخدمات المصرفية المفتوحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسنوات القليلة المقبلة؟

تعتبر الخدمات المصرفية المفتوحة عاملاً مساعدًا لتغيير طريقة تفاعل المصارف وشركات التكنولوجيا المالية في المنطقة مع بعضها البعض. فمع تبني الجهات التنظيمية الإقليمية لهذه الخدمات في استراتيجياتها بشكل سريع، توفر بوابة ترابط البنية التحتية التي تمكّن من تعزيز التعاون بين المؤسسات المالية وقطاع التكنولوجيا المالية الإقليمي الذي يشهد ازدهارًا ومرونةً أكثر بشكلٍ مطّرد. هذه بمثابة مرحلة لن تتكرر بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاكتساب مكانة رائدة في مجال التكنولوجيا المالية العالمية من خلال التنظيم الجاد، وهذا يشعرنا بالفخر كوننا نلعب دورًا كبيرًا في هذه المرحلة. أعلنت المملكة العربية السعودية في وقت مبكر من هذا العام عن سياستها للخدمات المصرفية المفتوحة.

* ما خططكم في السوق السعودي للمشاركة في بناء النظام البيئي للخدمات المصرفية المفتوحة والاقتصاد ككل؟

نتطلع إلى تسهيل التعاون بين المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية ودفع عجلة النمو في قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. علاوة على ذلك، نحن نؤمن بأن الخدمات المصرفية المفتوحة ستعمل على تحسين تجربة العملاء وخدماتهم بشكل كبير، وذلك من خلال المشاركة الشفافة للبيانات، ونحن نتطلع إلى أن يكون لنا دور في ذلك. لقد أسست منصة بوابة ترابط، والتي تدعو إلى تغيير الخمسين عامًا المقبلة من العمل المصرفي في الشرق الأوسط، حيث تعمل ترابط على وضع ملكية البيانات في أيدي المستهلكين وتعزيز الوصول إلى الخدمات المالية من خلال التقنيات الناشئة.

* كونكم أول شركة مرخصة لتقديم الخدمات المصرفية المفتوحة في الشرق الأوسط، كيف كانت هذه الرحلة بالنسبة لك شخصيًا؟

لقد كانت الخدمات المصرفية المفتوحة مفهومًا غريبًا إلى حد كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة التي بدأنا فيها العمل قبل ثلاثة أعوام، واعتقد الجميع بعدم صحة قرارنا للاستثمار في هذا المجال، وكان التساؤل المتكرر هو «كيف يمكن لشركة تكنولوجيا مالية حديثة العهد من أن تؤثر على كبرى الشركات التي تسبقها في السوق بعدة عقود من الزمن؟». ولكن، وبعكس جميع التوقعات، ها نحن هنا، ما زلنا مستمرين في رحلتنا لبناء عالم جديد من الخدمات المالية.

أشعر بالفخر والاعتزاز بما تمكن فريق عمل بوابة ترابط من تحقيقه. وبالرغم من كل التحديات التي واجهها العالم خلال العام الماضي، لم يتأثر إيماننا الراسخ بتحقيق تطلعاتنا، بل زاد قوةً وعزمًا.

نحن نؤمن بأن هذه ليست سوى بداية رحلتنا ونتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات بإذن الله.

* مازال يبدو المستقبل ضبابيًّا في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا، لكن يتوقع بعض الباحثين أن يزداد الطلب على الخدمات المصرفية المفتوحة خلال هذه الفترة. ما رأيك في ذلك؟

بكل تأكيد، فقد شهدنا كيف ازداد الطلب على الخدمات المالية سهلة الاستخدام والمخصصة بشكل كبير وفي فترة قصيرة، مما شكل ضغطًا على المصارف والمؤسسات المالية للاستجابة لهذا التغيير الكبير والآني في رغبات العملاء. وقد أصبحت الفوائد التي يمكن أن تجلبها الخدمات المصرفية المفتوحة، ليس فقط للمستهلكين ولكن للمؤسسات المالية أيضًا، أكثر وضوحًا. فمن خلال فهم عملائها بشكل أفضل، يمكن للمؤسسات المالية الاستفادة من تدفقات الإيرادات الجديدة مع تحقيق معدلات أعلى في استبقاء العملاء.

وبالتالي، ونظرًا للفوائد التي يمكن للخدمات المصرفية المفتوحة تحقيقها، فإن الجهات التنظيمية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصبحت تعطي الأولوية لاعتماد الخدمات المصرفية المفتوحة على أجندتها.

* عدِّد لنا بعضًا من أبرز التحديات التي واجهتها في المنطقة، وهل تشمل مسألة تبني وخلق عقلية للخدمات المصرفية المفتوحة، أم التحديات التنظيمية، أم غيرها؟

يدعم التنظيم بكل تأكيد النمو والتوجه نحو الخدمات المصرفية المفتوحة، إلا أن الأهم من ذلك هو الأطر الموحدة للخدمات المصرفية المفتوحة التي ستكون متاحة عبر عدة مناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف دعم التعاون بين المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية، وتحويل دور الهيئات التنظيمية من كونهم مشغّلين إلى أن يصبحوا عناصر تمكين حقيقية. لقد أصبحت الخدمات المصرفية المفتوحة الآن في مقدمة اهتمامات اللاعبين الرئيسيين في الأسواق المالية.

* ما خططك للحفاظ على هذا الزخم وإنشاء شراكات مهمّة في المنطقة؟

تعد هذه المرحلة مجرد البداية، حيث أننا لم نشهد بعد المزيد مما يمكن للخدمات المصرفية المفتوحة أن تقدمه فعليًا في النمو بالشراكات وتحويل واقع القطاع المالي والفوائد التي يمكن أن توفرها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. لذلك، فإننا نتطلع إلى المرحلة القادمة، والتي ستتضمن توسيع نطاق عمل فريقنا والشركة لتلبية الطلب الحالي في السوق.