أرض المملكة العربية السعودية ابتهجت بالأمس، وكيف لا تبتهج وابنها المعطاء البار الأمير المختلف الذي ابتكر الرؤية السعودية 2030، الذي يؤمن بالموت ويتمنى ألا يموت إلا وقد تحققت أهدافه، تنجح عمليته الجراحية التي أجراها في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ويخرج سالما معافى بإذن الله، لحضنه، لترابه، الذي أقسم بالله العظيم أن يكون مخلصا لدينه ثم لمليكه وبلاده، وألا يبوح بسر من أسرار الدولة، وأن يحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن يؤدي أعماله بالصدق والأمانة والإخلاص.

محمد بن سلمان، الاسم وحده يكفي من دون ألقاب، ليعرف أهل المملكة العربية السعودية وغيرهم عن الذي نتكلم عنه، وهم يعرفونه حق المعرفة، ويوقنونه حق اليقين. فنحن نتحدث عن قامة شامخة هي فخر هذا الوطن، قامة بنت هذا الوطن وعمرته في ظل الرؤية السعودية 2030، قامة صاحبها العزم القوي، والعضيد الصلب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكنا قائدنا الذي نهنئه ونبارك له بنجاح العملية الجراحية للغالي العزيز، بسلامة مجد هذا الوطن.

المشهد بالأمس، الذي رآه كل السعوديين، في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، والذي يظهر فيه مغادرة سمو ولي العهد المستشفى إثر خضوعه لعملية جراحية، كيف تجلت مشاعرهم تجاه أميرهم محمد بن سلمان؟!، لأنه مصدر الإلهام، ورمز الأقوال المقرونة بالأفعال، وأمير المخلصين المدافعين عن وطنهم ونظامه.

شخصيا رأيت التفاعل المتعدد في وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهدت الحب الجارف لهذه الشخصية العظيمة، الحريصة على شعبها ومستقبل وطنها، قوته في الثبات ضد الفساد، كقائد في معركة، حكيم في أقواله، صلب في أفعاله.

الأمير محمد بن سلمان، أنت تعرف أن الكلمات ستعجز عن إعطائك حقك، أو تسجيل تاريخك، لكن ذلك كله بالتأكيد لا يهمك، فأنت من قلت لنا يوما في إحدى المناسبات: «أخشى أن يأتي اليوم الذي سأموت فيه دون أن أنجز ما في ذهني لوطني.. الحياة قصيرة جدا وهناك الكثير من الأشياء بإمكاننا صنعها للوطن، وأنا حريص أن أراها تتحقق بأم عيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة من أمري»، أبقاك الله وأدام عليك سربال الصحة والعافية.

أستذكر تلك الأغنية الأثيرة التي عُرضت بعد تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، أغنية «استبشرت بالخير»، وكيف جسدت لقطاتها وجود الأمير محمد بن سلمان على الأرض، أثناء بيعته، ومع القوات المسلحة، ورؤساء الدول الكبرى، وخلال جولاته المهمة التي يجوبها من أجل تحقيق أهداف المملكة المستقبلية في التنمية والتطوير لتحقيق رؤية المملكة 2030، كيف كانت كلمات تلك الأغنية مستمدة مما هو واقع فعلا على الأرض وموجود فيها، بأفعال محمد بن سلمان، واليوم نستخدم جملة مليئة بالحب والتقدير لهذا الرجل الوطني الشامخ حين نقول:

«وافي ومثلك ما يجي منه تقصير، جنة لنا ولي اللي يعادي حرايق، عسى السعادة ما تفارقك والخير، أقولها من قلب وافي وصادق»، وبالفعل اليوم وطنك يقر بك عينا ويمتلئ فرحا.

شعب المملكة العربية السعودية المخلص فيه سجايا رائعة وصفات حميدة تعجز الألفاظ والمعاني عن التعبير عنها، ومنها سجية تظهر دوما في المواقف التي لا تظهر فيها إلا معادن الرجال والنساء التي صُنعت من الذهب الوطني الخالص، سجية محبة رموز الوطن، والتلاحم الوطني معهم، وهي تلك التي تظهر في تعابير السعوديين عن مشاعرهم اتجاههم في المنشط والمكره، مشاعر تأتي صادقة عفوية، تقول لك بكل وضوح وصراحة:

هذا حبّ السعوديين لرموزهم. الأمير محمد بن سلمان، صحة وعافية لسموك، دعوات السعوديين الذين يحبونك ويقدرونك استجاب لها الله، وله الثناء والشكر، نورت مفاصل الوطن، وابتهجت بك محبوبتك الرؤية السعودية 2030، وقرت عيون مليكنا الغالي وعيون كل محب لك، وكأن بذرات تراب وطنك ترقص جذلاً سروراً بسلامتك، وأنت الذي أشعرتنا أن عناصر النجاح موجودة في هذا الوطن، أشعرتنا بالإرادة والتخطيط والعزم، وكررت علينا مرارا:

«طموحنا أن نبني وطنا أكثر ازدهارا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم».

إنا على عهدنا باقون، مخلصون لملكنا، محبون لولي عهدنا، مضحّون لأجل مملكتنا بكل غال ونفيس. فاللهم احفظ وطننا وابعد عنه وأهله كل شر وسوء، وأن تديم عليه نعمة الاستقرار والأمن الذي نعيشه، بحمد الله ثم بفضل الجهود المباركة التي تبذل من أجل الوطن والمواطن.