مهمة «الإعلامي» الحقيقية هي كشف الخلل والقصور، وتبني قضايا الوطن والمواطن، تبعا لضخامة الأمانة التي يتحمل الإعلام وزرها. الجميع يعلم أن الإعلام هو عبارة عن فن مهم في كشف مكامن الخلل في أي عمل، ولكن مع الأسف مع ظهور عدد من برامج التواصل الحديثة التي تختلف عن الإعلام التقليدي في المحتوى، وغياب شبه تام للنقد البناء الهادف الذي كنا نعتاده سابقا في الصحف الأكثر انتشارا، أصبح أصحاب هوس الشهرة والإعلام الحديث يتصدرون المشهد عن أصحاب الدعوات والحضور في أول الصفوف، وزد على ذلك ظهور بعض المراكز الإعلامية والاتصال في كثير من الجهات الحكومية.

كل ذلك أظهر لنا مع الأسف أن بعض المسؤولين لا يعرفون حق المعرفة الدور المهم والبارز الذي يلعبه الإعلام الحقيقي، الذي هو «عين المواطن» للمسؤول.

كما أنني لا أعرف سببا واضحا لـ«الفوبيا» التي تعانيها بعض القطاعات تجاه الإعلام في الفترة الأخيرة، والحقيقة أن أكثر ما يعانيه المسؤول هو الحساسية المفرطة من الاعتراف بالتقصير في الإجراءات، علي من الرغم أن هذا أمر لا ينتقص من كفاءة المسؤول، إن لم يزده احتراما وثقة من المؤتمن عليهم، ولكن الملاحظ أنهم يتحاشون الرد على استفسارات وأسئلة الإعلاميين، علما بأن الطريقة المحببة لديهم هو أن يصيغ ذلك المسؤول أو من ينوب عنه الخبر بنفسه، وبالطريقة التي تناسبه، التي غالبا ما تكون إبرازا لإنجازاته فقط، أما بالنسبة لجانب القصور في وزارته أو إدارته، فلن تجد له خبرا حول ذلك.

كما أن البعض من المسؤولين يطالب بعدم نشر وذكر اسمه بالخبر أو يكتفي بمسمى «مصدر مطلع» أو «مصدر مسؤول»، وثمة من يعتقد أن الإعلام هو لنشر السلبيات والتصيد في الماء العكر.

الشفافية والمصداقية في التعاطي مع وسائل الإعلام المختلفة لم تعد مجرد مطلب أو أمنية، إنما أضحت واجبا نصت عليه أوامر القيادة الحكيمة في أكثر من مناسبة، حيث تنص التعليمات بالتعهد بإيصال المعلومات والتعاون مع الإعلام بكل وضوح.

أتمنى أن يعود الإعلام كما كان سابقا، هدفه هو كشف مكامن الخلل وإصلاحها.