يعتبر قرن الزعفران من المواقع الأثرية في منطقة نجران والواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية لوادي نجران الذي يحتوي على نقوش ورسوم صخرية.

حكيم نجران

يقول الباحث التاريخي محمد آل مستنير، إن بعض الممسوحات الأثرية أظهرت وجود نقوش ورسوم صخرية تعود إلى فترات متفاوتة، كما أظهرت وجود أساسات موقع أثرى مبني من الصخور، ربما يعود لنفس فترة بناء مدينة الأخدود الأثرية، وذلك لما يحمل من سمات إنشائية مشابهة، تقول بعض الأطروحات، إنه قد يكون مسكن حكيم نجران الأشهر قس ابن ساعدة الإيادي عندما كانت قبيلته «إياد» تسكن في نجران في الجهة الشرقية للمبنى، وعلى الطرف الشمالي للجبل الأقرب توجد نقوش صخرية مهمة تمت دراستها من قبل العديد من الباحثين.

زخرفة النقوش

يضيف آل مستنير، أن معظم النقوش يروي أسماء لبعض القبائل أو الأشخاص أو أسماء للإبل، ولكن اثنين من هذه النقوش تتحدث عن إنشاء أو تمهيد طريق جبلي في منطقة «قرن الزعفران» أحد هذين النقشين وأكثرها زخرفة النقش الشمالي الذي يتكون من أربعة أسطر كتبت بالخط المسند، ومحاطة من جهة اليمين والشمال برسمين صخريين بديعين لحيوان الوعل، ويبدو الوعلان وهما ينظران للخلف، بينما تقع هذه السطور الأربعة في الوسط بينهما، وقد يكون رسم الوعول لحماية النقش لأن الوعل في تلك الحضارات القديمة يمثل أحد أهم رموز جنوب الجزيرة العربية وهو أحد الثلاثية النجمية المعبودة في تلك العصور، وهذا النقش يتحدث عن عملية تمهيد للطريق الداخل إلى مدينة نجران ويقول النقش «يزيد ال ذي يجر قام بشق النقيل بأمر من سيده اب يثع»

الأعمال الإنشائية

يرجح آل مستنير وجود «يزيد» إلى أنه كان شخصا مسؤولا عن تنفيذ هذه الأعمال الإنشائية، ولا بد أنه كان أحد المسؤولين في المنطقة يتبع لأحد الممالك القتبانية، كما أن أسرة «ذي يجر» هي إحدى الأسر القتبانية المرموقة، كما قد ورد اسم أب «يثع» في كثير من النقوش القتبانية والسبئية أيضا، وهذا النوع من الخطوط يعود لفترات الممالك السبئية والقتبانية أي في منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد تقريبا، وأن استخدام كلمة النقيل لا يزال مستعملا حتى اليوم في اليمن، حيث يسمى الطريق الواصل بين جبلين «النقيل»، ولذلك فالكلمة عربية محضة، وتمت دراسة نقوش هذا الموقع من قبل عديد من الباحثين، وكان آخر من قام بدراستها الدكتور سليمان الذييب والدكتور محمد الحاج.

القوافل التجارية

يذكر آل مستنير أن القوافل القادمة إلى أسواق نجران والمحملة بالبضائع أو المغادرة من أسواق نجران حتى فترات قريبة جدا كانت تمر من هذه المنطقة، كما أنه بالقرب من هذه المنطقة أو إلى الغرب من «قرن الزعفران» يقع سد عاد أو البناء المسمى «سد عاد» الذي رجح العديد من الباحثين منهم الدكتور عبدالهادي العجمي أستاذ التاريخ بجامعة الكويت عندما زار الموقع أن هذا البناء لا يمكن أن يتم الجزم بأنه سد، حيث تشير طريقة البناء ومواد البناء المتبقية إلى إمكانية أن يكون سورا شرقيا لمدينة نجران، وأن وجود نقش النقيل وبقايا المباني الواقعة بين السور والنقش، ربما تعود لوجود مركز يتم منه التحقق من القوافل الداخلة والخارجة، وربما لتحصيل الجباية والرسوم التي تفرضها الدول عادة على الحركة التجارية والاقتصادية النشطة في بعض المدن، وخصوصا التي تقع على طريق البخور الأشهر على مر التاريخ والذي لا مناص من القول إن نجران كانت أحد أهم الأسواق ومراكز التبادل التجاري الواقعة على ذلك الطريق، لقد زار هذا الموقت العديد من المهتمين بالشأن التاريخي والأثري من مختلف الجنسيات وأبدوا إعجابهم بما يحتويه من نقوش مهمة ورسوم صخرية جميلة تعكس التطور الحضاري الذي وصل إليه إنسان هذه الأرض فقد كان يشيد ويبني ويسطر أعماله نحتا على صخور الجبال حفظا للتاريخ واهتماما به.

قرن الزعفران

يقع في الجهة الجنوبية الشرقية لوادي نجران

إلى الغرب يقع البناء المسمى «سد عاد»

مركز لتحصيل الجباية والرسوم

أحد أهم طرق الأسواق ومراكز التبادل التجاري