تتجه مجموعات إضافية من الثوار الليبيين نحو المنطقة القريبة من بني وليد، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددت للمدينة للاستسلام، في وقت تدور اشتباكات بين الثوار وموالين للقذافي. وتعبر حشود عسكرية بشكل متواصل الطريق المؤدي إلى بني وليد مدججة بالسلاح والذخائر والعناصر المقاتلة، فيما تتوجه سيارات الإسعاف إلى مناطق قريبة من المدينة. وأكد رئيس المجلس العسكري للمنطقة المحيطة ببني وليد العقيد ضوالصالحين الجدك من على بعد حوالى 30 كيلومترا من المدينة أن "قوات القذافي قامت بقصفنا مساء الأربعاء بالصواريخ والقنابل". وأضاف "نحن ملتزمون بالمهلة المحددة للمدينة، لكننا نرد على مصادر النيران ونتعامل معها بالطريقة المناسبة، وقد اشتبكنا مع تلك القوات وسيطرنا على مناطق جديدة".
وأكد الجدك العائد من مواقع الاشتباكات أن الثوار"قاموا بأسر مجموعة من مقاتلي القذافي في منطقة وادي دينارعلى تخوم بني وليد". ويؤكد قادة الثوار في المناطق القريبة من بني وليد التي تعتبر ممرا استراتيجيا مهما نحو المعاقل الأخرى المتبقية للقذافي، أنهم سيتحركون بعيد منتصف الليل باتجاه المدينة، في حال لم يصدر قرار بتمديد المهلة الممنوحة لبني وليد للاستسلام. ويقول القائد الميداني الأعلى للثوارفي جبهة بني وليد محمد الفاسي وهو يتفقد قواته قرب حاجز ترابي "الاستعدادات جارية على قدم وساق، وسندخل المدينة صباحا". ولا يبدي الفاسي اعتقاده بأنه سيكون هناك اي تمديد للمهلة الممنوحة إلى المدينة للاستسلام. وأوضح "نتوقع مواجهات عنيفة مع حوالى 1500 مقاتل موالين للقذافي، مجهزين بالصواريخ وبالأسلحة التي رصدناها كلها". وأضاف "قد تسيل دماء، لكن جل ما نريده هو تحييد المدنيين وتجنيبهم المعركة".
وقال صديق علي بن دلة (23 عاما) "نحن متحمسون لدخول المدينة ولن نمل أبدا". وأضاف وهو يتابع عربات الثوارالتي تعبر نحو بني وليد "شقيقتي وأولادها وأقربائي هناك، هم والسكان جميعهم يريدوننا أن ندخل، ولا فارق لدينا إن قمنا بذلك غدا أو بعد سنة".
إلى ذلك أعلن الثوار تشكيل وحدات خاصة لتعقب العقيد الهارب. وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي في طرابلس أنيس الشريف إنهم شكلوا حتى الآن "وحدة تضم أكثر من 200 فرد من القوات الخاصة" تتولى مهمة تعقب القذافي. وأضاف إن الثوار رصدوا موقع القذافي دون أن يذكر مكانه، مضيفا أن اعتقاله مسألة وقت. وأصدرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول" أمس مذكرات اعتقال بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس مخابراته السابق عبد الله السنوسي وصهره.