تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها هجمات مستمرة من وكلاء إيران، ومن ثم ينبغي على إدارة «بايدن» معالجة مشكلة الميليشيات الإيرانية مقدما كجزء من أي عودة إلى الصفقة، فخطة العمل الشاملة المشتركة «JCPOA» تحتاج إلى الإصلاح وليس فقط الإحياء، حيث أجمع الكثيرون جراء الاعتداءات الإيرانية المتواصلة على أنه يجب على إدارة «بايدن» أن تستفيد من النفوذ الذي تملكه فى الضغط من أجل اتفاقية محسنة، تعالج المخاوف الأمنية الإقليمية الأوسع، فضلا عن إنهاء فعلي لطموحات إيران النووية، وأن تأخذ بعين الاعتبار سجل إيران السيئ فى مجال حقوق الإنسان.

ضبط

نجحت الضربات الجوية الأمريكية فى تدمير المنشآت التي تستخدمها الفصائل المدعومة من إيران فى شرق سورية الخميس الماضي، لكن العملية كشفت أيضا التناقضات فى نهج إدارة «بايدن» تجاه إيران، حيث كانت العودة إلى «JCPOA» أمرا محوريا فى رؤية السياسة الخارجية لـ«بايدن» بشرط وفاء إيران بالتزاماتها فقط. ومن المفترض تأجيل معالجة العيوب العديدة فى الاتفاقية مثل استبعاد جهود إيران الإقليمية لزعزعة الاستقرار إلى مرحلة ثانية مستقبلية من محادثات أوسع، ولكن الميليشيات المدعومة من إيران استمرت فى الاعتداءات، مما جعلها أولوية فى خطة العمل.

رد الهجوم

كانت الضربة الجوية الأمريكية ردا مشروعا على موجة هجمات الميليشيات فى العراق، ومع ذلك فإن العملية العسكرية، التي تتراجع بشكل معتدل ضد الأصول الإيرانية، تتعارض مع سلسلة من الخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، والتي تنطوي على تنازلات من جهتها فقط لطهران. فمنذ تولي «بايدن» منصبه، كانت الإدارة تعمل على إنهاء حملة «الضغط الأقصى» التي أطلقها ترمب خطوة بخطوة، ولكن تُظهر الضربات الجوية الأمريكية أن الإدارة تدرك التهديد الذي يشكله وكلاء إيران، وهذا سبب إضافي لإدراج مسألة إستراتيجية إيران لزعزعة الاستقرار الإقليمي فى المفاوضات التي أعيد فتحها. ومع ذلك، فإن الميليشيات ليست هي المشكلة الوحيدة التي تحتاج إلى معالجة، حيث استبعدت الاتفاقية الأصلية بشكل غير حكيم برنامج الصواريخ الإيراني، الذي يشكل تهديدا عبر الشرق الأوسط وحتى في أوروبا. كما لم يتم ذكر حقوق الإنسان كثيرا على الرغم من إدعاء إدارة «بايدن» أنها تعتبرها أساسية فى السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يجب أن تتضمن الاتفاقية المستقبلية التزاما بأن تفي إيران بالتزاماتها بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي وقعت عليه، إذ تشير منظمات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا إلى كيفية تورط إيران فى انتهاكات الحقوق، فيجب أن تصر الولايات المتحدة على وقف هذا قبل أن ترفع العقوبات، وتوافق على أي معاهدة جديدة.

اختراقات طهران المستمرة

على الرغم من إشارة «بايدن» إلى نيته المصالحة مع إيران، فقد سارعت طهران فى تطوير برنامجها النووي.

ففى ديسمبر، صوت البرلمان الإيراني على الموافقة على تخصيب اليورانيوم 20%، مع الإسراع فى استخدام المواد الصالحة لصنع الأسلحة.

وفى 7 فبراير، ظل وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عنيدا، مؤكدا أن المفاوضات لا يمكن أن تتوسع لتشمل أي مواضيع خارج الاتفاقية الأصلية، أي الميليشيات وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وفى الآونة الأخيرة، هدد المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، بتخصيب اليورانيوم 60%. وتستمر إيران فى رفض عروض الدخول فى مفاوضات. كما واصل وكلاء طهران مهاجمة أصول الولايات المتحدة وحلفائها، حيث شن مقاتلو الحوثي هجوما شاملا فى محافظة «مأرب» باليمن، وفى الأسابيع الماضية بالعراق تعرضت قافلة شاحنات محملة بإمدادات للتحالف، بقيادة الولايات المتحدة، لهجمات صاروخية بالقرب من «البصرة»، بينما أصابت صواريخ مطار «أربيل»، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدة آخرين. كما هاجمت الميليشيات قاعدة «بلد» الجوية شمال بغداد. وقد اغتيل الناقد البارز فى «حزب الله» لقمان سليم، وألقيت جثته على جانب الطريق فى لبنان، ولا ينبغي لأحد أن يشك فى أن هذا النشاط منسق من طهران.

واصل وكلاء إيران مهاجمة أصول الولايات المتحدة وحلفائها:

اليمن

شن مقاتلو الحوثي هجوما شاملا فى محافظة «مأرب».

العراق

تعرضت قافلة شاحنات محملة بإمدادات للتحالف، بقيادة الولايات المتحدة، لهجمات صاروخية بالقرب من «البصرة».

أصابت صواريخ مطار «أربيل»، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدة آخرين.

هاجمت الميليشيات قاعدة «بلد» الجوية فى شمال بغداد.

لبنان

اغتيل الناقد البارز فى «حزب الله» لقمان سليم، وألقيت جثته على جانب الطريق.