حقق القضاء الفرنسي سلسلة انتصارات كبيرة في قضايا فساد بارزة ضد سياسيين يمينيين، لكن النجاحات أثارت اتهامات بالتحيّز وعرّضت المدعين والقضاة إلى انتقادات. وأشعلت إدانة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الصادمة هذا الأسبوع نقاشات محتدمة حول ما إذا كان سيف العدالة يزداد وطأة أم أن ضرباته موجّهة سياسيا. وسعى ساركوزي، بشكل مستمر لتصوير التحقيقات العديدة التي طالته منذ غادر السلطة في 2012 على أنها مطاردة عنيفة، وهو أول رئيس فرنسي في التاريخ الحديث يحكم عليه بالسجن. ووصف ملاحقته قضائيا بـ«الفضيحة التي ستبقى في سجّلات التاريخ» وتساءل عمّا كانت فرنسا لا تزال تعيش في ظل سيادة القانون، مشيرا إلى أن أساليب المحققين تذكّر بـ«روسيا تحت حكم (الرئيس فلاديمير) بوتين». ولدى طلب تعليق منه خلال مقابلة تلفزيونية الأربعاء، قال الرئيس السابق البالغ 66 عاما إنه «اعتاد المعاناة من هذه المضايقات». وتعقب إدانة ساركوزي بتهمة استغلال نفوذه، حكما صدر في يونيو الماضي بحق حليفه ورئيس الوزراء في عهده فرانسوا فيون، الذي أدين بتهمة منح وظائف برلمانية وهمية لزوجته.