يصادف تاريخ ٢١ مارس من كل عام اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، وتحتفل فيه الأمم المتحدة بتعزيز القيم الإنسانية ،كالتسامح والمساواة واحترام التنوع وتحقيق العدالة الاجتماعية.

العنصرية هي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشرعلى أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي، أو بناءً على الخلفية الاجتماعية والبعد الإقليمي والأيديولوجي، أو أي فروق وعناصر أخرى موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم، وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما، ويتم فيها تفضيل شخص على شخص، وعدم المساواة بينهما بناء على هذه الانتماءات.

مع جهود الدول المستمرة لتجريم العنصرية، إلا أنها مازالت متفشية ومنتشرة في بعض المجتمعات، حتى أصبحت متغلغلة في إطار المشاعر والسلوك، لم يردعها أي رادع.


وتختلف صور وأشكال ممارسة العنصرية من العلن إلى ممارستها في الخفاء وبصورة مستترة، وذلك هو الغالب بشكل عام، كما أن الشخص العنصري لايحمل أي أفق أو رؤية وطنية، وكل مالديه شعور نفسي معتل، هو المحرك لهذه العنصرية البغيضة التي تختفي معها جميع المؤهلات العلمية والعملية، لتبقى التناقضات ممهدة لظهور النفاق والتعسف والفساد واغتصاب القيم الإنسانية والحقوق في مجال التعليم والتوظيف والصحة، وعند الزواج.

لقد انتشر بمواقع وسائل التواصل الاجتماعي خاصة (تويتر )، الخطاب والتصنيف العنصري، حتى أصبح متجذرًا في هذه الوسائل الحديثة. إن داء العنصرية هدّام ومفسد لأي مجتمع مهما كان سبب هذا التمييز، لذا ينبغي القضاء على أدوات وركائز الضخ العنصري في المجتمعات، وتوجه الدول إلى نمط الحكومات الإلكترونية (الرقمية)، في تعاملاتها وخدماتها لتنحسر وتتراجع هذه الظاهرة، مع قيام الأسرة والمدرسة بدورهما في تثقيف الناشئة،لتصبح مساهمتهما فاعلة في نبذ هذه المشاعر العنصرية القبيحة، والتي ترفضها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ‫