بعد أن انتهت الفترة التي فرضتها وزارة الداخلية ووضعت فيها اشتراطات واحترازات، من بينها منع تقديم الخدمات الداخلية في المطاعم والمقاهي، ومع العودة وجد بعض رجال الأعمال أن الخسائر كانت أكبر في المقاهي، كونها ليست من الأولويات، أكثر من المطاعم التي تمثل المأكولات فيها أولوية، والتي تضررت لكن بنسبة أقل، وكانت تطبيقات التوصيل تنقذها.

انخفاض حجم المبيعات

أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث، أن الاحترازات جاءت من الحرص على صحة المواطن والمقيم، ولكنها «أدت إلى تراجع المبيعات وقللت زيارات الناس للمطاعم والمقاهي، وأضعفت حجم القوة الشرائية، فهناك نوعيات من المطاعم يرغب إليها الأفراد والعائلات لقضاء وقت الفراغ، وبالتالي تراجعت هذه القوة الشرائية، وانخفضت المبيعات، عندما توقف الناس عن الجلوس في المطاعم والمقاهي بسبب إيقاف الخدمات الداخلية في هذه الأماكن».

خسائر المطاعم السياحية

أكد رجل الأعمال خالد المسوري (صاحب محلات لبيع المأكولات السريعة) أن المطاعم السياحية تأثرت كثيرا، وقال «المطاعم الكبرى تضررت لأنها تعتمد على زيارة العائلات بكثرة وبأعداد كبيرة خاصة تلك التي تقع على شارع الأمير سلطان بجدة وكورنيش عروس البحر الأحمر، لكن المحلات الصغيرة لبيع الوجبات السريعة، لم تتأثر كثيرا بسبب وجود التطبيقات التي تنقل الأطعمة عبر خدمات التوصيل، بل إنها اجتذبت العائلات من المطاعم السياحية الكبيرة إليها، حيث إن عدم السماح للعائلات بالجلوس في المطاعم، تسبب في تحولها إلى محلات بيع الأطعمة الصغيرة».

المقاهي أكثر ضررا

أكد رجل الأعمال عمار دقاق (صاحب مطعم) أن حجم الخسائر في الشهر الماضي كانت محدودة، ولم تتجاوز 30 % لأن الناس كانت مستعدة لاستقبال هذا النوع من الحظر وإغلاق المطاعم والمقاهي. وقال «بالتالي قام رجال الأعمال بوضع خطة سريعة تسمى Plan B، على عكس العام الماضي، الذي تعرضت فيه المطاعم والمقاهي إلى خسائر بلغت بين 70 و 85 % لأن رجال الأعمال لم يعدوا خطة مسبقة». وتابع أن «المقاهي تضررت كثيرا خلال الفترة الماضية كونها تبيع منتجات لا تعتبر من الأولويات كالمأكولات، فالأكل من الأساسيات ليس كالقهوة الذي يصل سعر الكوب منها إلى 40 ريالا».

العباءات ليست كالمأكولات

أضاف دقاق الذي يملك معامل ومحلات تجارية لبيع العباءات والملابس الجاهزة، أنه إضافة إلى الخسائر في المطاعم والمقاهي، فقد تعرض سوق العباءات لهزة قوية مؤخرا وشهد خسائر فادحة لأنها ليست من الأولويات مثل المأكولات، حيث يفضل المستهلك الاحتفاظ بالمال لسداد المديونيات الأهم مثل قسط سيارة أو منزل.

وبين دقاق أنه بسبب غياب المعلومة عن الناس من أن فترة شهر رمضان وعيد الفطر المقبلين سيتم فيه حظر أم لا، فإن الناس لا ترغب في إنفاق الأموال دون تأكد من أنها ستستفيد من شراء المنتجات واستهلاكها في الفترة المقبلة.

الإجراءات المتخذة ضد كورونا

كانت وزارة الداخلية السعودية اتخذت قرارات بشأن الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، تمنع الجلوس في المطاعم والمقاهي والكورنيش والأماكن العامة، وأوقفت كافة المناسبات والحفلات والأنشطة والفعاليات الترفيهية، وتقليص التجمعات البشرية، إضافة إلى إغلاق دور السينما والمراكز الترفيهية، تزامنا مع ظهور مؤشرات لارتفاع في المنحنى الوبائي في بعض مناطق المملكة والتراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية والبروتوكولات المعتمدة.