بدأت جبهة شعبية سياسية تتشكل في لبنان لمواجهة عرقلة الحلول الإنقاذية للبنان، بعد أن بات الوضع «جهنما» حقيقيا، فالتظاهرات تعم الشوارع اللبنانية في مختلف المناطق رافضة سياسة ميليشيا حزب الله وحلفائه، التي تعرقل تشكيل حكومة سعد الحريري، بالإضافة إلى انهيار الليرة اللبناينة وتفشي الغلاء.

في هذا السياق يقول المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح خاص إن الأزمة الاجتماعية في لبنان سوف تتفاقم بشكل كبير، ويشرح قائلا: «نحن ذاهبون إلى مرحلة فقدان أي نوع من مقومات الحياة في لبنان، سنفقد المواد الغذائية بكل أنواعها، وعندها سيتناحر اللبناينون من أجل كسرة خبز، وهذا كله بفضل سياسة العهد القوي التي وعدنا بها ميشال عون منذ عودته إلى لبنان عام 2005»، ولم نره.

ليس ذلك فقط، بل هناك من يقول بوجود شبكة علاقات مترابطة ومتماسكة بين السلطة الفاسدة التي يترأسها رئيس الجمهورية وسلطة السلاح التي بيد حزب الله، وهذان الطرفان يحميان بعضهما البعض لأجل الاستمرار في الحكم وعرقلة تشكيل حكومة الحريري.

عون والأشباح

في حين ذكر رئيس الجمهورية ميشال عون، أنه سيواصل مسيرته الإصلاحية التي وعد بها اللبنانيون منذ انتخابه، الشيء الذي رد عليه دياب قائلا: «يبدو أن الرئيس يعيش في عالم آخر، ولا يدرك ما يحصل في لبنان من انهيار اقتصادي ناتج عن سياسته التي اعتمدها مع حليفه حزب الله، التي جعلت لبنان محاصرا ومعزولا عن محيطه العربي والحاضنة الدولية، فتوقف الدعم الذي كنا نحصل عليه وارتفع سعر صرف الدولار بعد أن شح في الأسواق وضرب القطاع المصرفي حتى تم إفلاسه؛ لذلك أجزم بأن رئيس الجمهورية يخاطب اليوم أشباحا، لأنه وفريقه من أوصل لبنان إلى حالة الانفجار التي نشهدها اليوم في الشارع، إذا أراد الإصلاح فعلا فعليه تشكيل الحكومة لتنقذ اللبنانيين بدلا من تعطيلها وشل المؤسسات الدستورية والاقتصادية».

حزب الله

يتساءل الكثيرون إذا كان الواقع هكذا في لبنان واللبنانيون يطالبون بتنحية رئيس الجمهورية فما الذي يمنع ذلك؟

يجيب دياب على ذلك قائلا: هو نفس السبب الذي منع انتخاب رئيس للجمهورية بطريقة ديمقراطية من عام 2014 إلى 2016 أي حزب الله وسلاحه هما اللذان يوفران الغطاء الأمني والسياسي لميشال عون، ويحولان دون إسقاطه على الرغم من رفع الغطاء المسيحي والوطني والسياسي والشعبي عنه، فالجميع يطالب باستقالة رئيس الجمهورية أو إقالته، لكن حزب الله معني ببقائه؛ لأنه يمنحه الغطاء المسيحي الذي يحتاجه للإبقاء على سلاحه ومواصلة السيطرة على لبنان وأخذه رهينة للمشروع الإيراني.

أسباب انفجار الشارع اللبناني:

- عدم توافر الحد الأدنى من السلع الغذائية المدعومة للمواطن اللبناني.

- غياب المساعدات الاجتماعية سواء من الدولة أو الجمعيات.

- انعدام فرص العمل واحتكار التجار للسلع وبيعها في السوق السوداء.

- وصلول لبنان إلى المجاعة بالتوازي مع افتقار الأمل بتشكيل الحكومة التي تعتبرالمنقذ.

- استمرار ميشال عون في الرئاسة.