يكافح أهالي قرية السقيد بجزر فرسان غياب الاهتمام، والخدمات، ويسطرون التلاحم الشعبي في سبيل المحافظة على صمود 700 بيت تاريخي يبلغ عمرها نحو 300 عام، ظلت معها صامدة في وجه المتغيرات، في وقت تقاوم المباني الهجران، وغياب الجهات المختصة عن الاهتمام بها، وما زالت تكافح سقوطها، وتشكو إهمالها منذ سنوات طويلة، رغم محافظتها على تاريخها منذ الأزل، وسط الخوف من اندثارها، واختفائها إلى الأبد.

تاريخ كبير

تملك قرية السقيد التي تعد إحدى الجزر المأهولة بالسكان، تاريخا كبيرا وقديما، وسميت «فرسان الصغرى» لاتساع مساحتها، وتتميز بأرضها المنبسطة، وتضاريسها المختلفة، والمواقع الأثرية، كما تسمى «أرض النخيل»، الذي يزين سواحلها، وتحتضن قطعانا من الغزلان، ويربطها بالمحافظة، جسر بحري، يبلغ طوله 560 مترا.

وجهة سياحية

تعد قرية السقيد الوجهة الأولى للسائح، أو الزائر للجزيرة الأم فرسان، إلا أنه اصطدم بغياب الاهتمام بكنوز الأرض البحرية الغنية بها، وضعف الخدمات التي نتج عنها هجرة كثير منها، وما زالت على أمل أن يلتفت لها مسؤولو المحافظة، لحفظ تاريخها وإرثها.

موقع أثري

أعرب السائح يحيى محمد، عن انبهاره وإعجابه بالمقومات التاريخية والسياحية التي تزخر بها قرية السقيد، مشيرا إلى أنها تعد موقعا أثريا، لها تاريخ كبير منذ آلاف السنين، مضيفا أنه تعرف على مكنوناتها وكنوزها من قبل سكانها الذين يملكون معلومات قيمة، لتعريف الزائر والسائح بها، وهو ما تحتاجه المواقع السياحية، للتعريف بها.

زيادة الخدمات

بين المواطن عبدالله عقيلي أن السقيد بحاجة إلى التفات المسؤولين لها، وتعاضد الجهات الحكومية والمختصة بالمحافظة للاهتمام بها وتطويرها، مشيرا إلى أنها تنقصها الخدمات، والتخطيط والتطوير، مطالبا بزيادة الاهتمام بها، وتحويلها إلى مزار على مدار العام، تحتضن زوارها، بدلا من مواساتها، وزيادة حزنها المستمر.

خليط قبائلي

أكد شيخ قرية السقيد علي مقبول الأشقر لـ«الوطن»، أن عدد البيوت القديمة بين 400 و700 بيت تاريخي، وعمرها نحو 300 عام، مشيرا إلى أن تاريخ جزيرة السقيد قديم جدا، ويرتبط بتاريخ الجزيرة الأم فرسان، مضيفا أن سكانها قديما كانوا خليطا من 9 قبائل ممثلة في: قبائل المناسك، والمظافرة، والسهالية، والمساوى، والأشقر، والعقالية، والعبوس، والكعيكات، والصواقلة، مبينا أن جميعهم كانوا يعملون في البحر، ويمتهنون الغوص، وصيد اللؤلؤ، وزراعة النخيل، وجني البلح، مؤكدا أن السياحة والآثار أدرجت مشروعا لترميم جزء من البيوت القديمة.