مشكلة كانت سببا في وفاة إنسان، إنها حفرة صبيا الشهيرة. هذه الحفرة ليست مجرد حفرة، ليس لأنها أزهقت روحا، وليس لأنها بالقرب من مبنى البلدية وهي الجهة المسؤولة عن معالجة هكذا أمور. وليس لأنها رمز يبرز القصور الواضح في عمل بعض الأمانات والبلديات، وليس كونها تمثل دلالة واضحة على عدم مبالاة كثير من المسؤولين الذين كانوا يمرون بها ولم يحركوا ساكنا. كل هذه الأمور إن أبرزت قصورا واضحا في عمل الأمانات والبلديات، فإنها تبرز قصورا آخر يتمثل في العمل الاجتماعي التطوعي. فمؤسسات الدولة وحدها لا يمكن أن تؤدي عملها على أكمل وجه ما لم تجد العون من قبل شرائح المجتمع كافة، فمن واجبات تتمثل في المحافظة على منجزات وممتلكات الدولة، إلى واجبات تتمثل في المساهمة في العمل على تقليل الضرر.
كلنا يدرك أن صيانة الشوارع لا تتم إلا وفق إجراءات نظامية معينة، تختص بالجهات المسؤولة، وإلى أن يتم اعتماد وتنفيذ هذه العمليات (أي عمليات الصيانة)، فإن وقتا طويلا يمر مع بقاء المشكلة. فمن هنا يبرز واجبنا كمواطنين، فلماذا ننتظر طويلا؟ أليس بمقدورنا أن نقوم بعملية إصلاح الحفر القريبة من منازلنا، أو متاجرنا، أو جهات عملنا؟ أليس القليل من الأسمنت وحفنة من الماء يكفي لسد حفرة؟ ماذا لو أصلح كل منا حفرة؟ ألن تكون شوارعنا أكثر أمانا؟ صحيح أن المظهر العام قد يتشوه قليلا، لكن أن يأمن قائد المركبة على روحه وعلى مركبته وعلى المارة، فإن هذا هدف منشود.