قبل البت بحضور الجماهير في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل من عدمه، رضخ الرياضيون لمنافسة داخل أبواب موصدة، وينقسمون بين متحسر على غياب المتفرجين ومرتاح من مواجهة الضغوط. لم يكن أحد يتخيّل أن يقام أكبر احتفال رياضي في العالم أمام مدرجات خالية من الجماهير. لكن هذا الخيار يبدو ضروريا في ظل تفشي فايروس كورونا الذي أدى إلى تأجيل الألعاب الأولمبية الصيفية من الصيف الماضي إلى يوليو المقبل.

إثقال الكاهل

«لن أفكر سوى بإحراز الميدالية الذهبية وتحقيق حلمي. خارج الحلبة، لا تهمّني الأجواء». هكذا تشرح الملاكمة الهندية ماري كوم استعداداتها. وحصدت الملاكمة المعروفة باسم «ماري الرائعة» لقب بطولة العالم 6 مرات وبرونزية أولمبياد لندن 2012. بالنسبة للمتنافسين على الميداليات الأولمبية، فإن القرار المتوقع في نهاية مارس الجاري حول السماح بحضور الجماهير الأجنبية من عدمه، بالكاد يثقل كاهلهم مقارنة مع رغبتهم بالدفاع عن حظوظهم باليابان.

تجربة مقلقة

ستكون التجربة الأولمبية مثيرة للقلق، من خلال الاحتفالات الفردية بالنتائج، الإقامة المختصرة و«المتباعدة» في القرية الأولمبية، بعيدا عن كثرة اللقاءات الاعتيادية. وقال كريغ إنغلز بطل الولايات المتحدة في سباق 1500م «في كل مرة تخيلت إكمال اللفة الأخيرة في الألعاب الأولمبية، رأيت نفسي اتجه نحو المدرجات لتقبيل والدي»، مشيرا إلى رغبته بتشجيع المنتخب الأمريكي لكرة السلة من داخل الملعب. شعورٌ مماثل لمواطنته بريتاني براون، وصيفة بطلة العالم 2019 في سباق 200م والتي طلب شقيقها جواز سفر للانتقال إلى اليابان «غياب عائلتك وأصدقائك أمر محبط قليلا». لكن العداءة توضح «من الجيد أن ترى المنظمين يتخذون الإجراءات لحماية الجميع. يسعدك أن يعطوا أولوية للأمان لكننا خائبون في الوقت عينه» لعدم مشاركة تلك اللحظات.

ضغط أقل

إذا كان حظر الجماهير الأجنبية شبه مؤكد بحسب وسائل الإعلام اليابانية، يخيّم الشك حول الحضور الجماهيري بشكل عام، وهو قرار منتظر في أبريل أو مايو. ويكشف الإيطالي جانماركو تامبيري بطل الوثب العالي في مطلع مارس «لدي أمل في حد أدنى من المتفرّجين. للحصول على تصفيق واحد على الأقل». وتقول أسطورة كرة الماء الأسترالية برونوين نوكس، حاملة برونزية بكين 2008 ولندن 2012، لصحيفة سيدني دايلي تيليغراف «معظمنا لا ينافس أمام جماهير كبيرة». بالنسبة للرياضيين الجدد في الأولمبياد، فإن المنافسات دون جماهير «قد تكون أكثر سهولة، لأنها قريبة من روتين المسابقات الوطنية أو الدولية»، بحسب بيل تايت مدرب الرياضة في ولاية فيكتوريا.