أربعة آلاف وخمسمائة امرأة تشهد في «الحب والنساء»، الكتاب الذي أخضعهن لإفشاء جوانب من حياتهن الخاصة، بما لم يبحن به لأناس يعرفنهن، بأنهن محرومات من حقوقهن، مبعدات عاجزات عن ردم الحفرة التي تفصلهن عن رجل لا يدرك أين يوجد الخلل. تقول مؤلفة الكتاب «شير هايت»، إنه بفضل إسهام أولئك النساء اللواتي تحدثن بوساطة استفتاء ضم لائحة أسئلة عميقة، نستطيع تصور الوضع الجديد، وأن نفكر بالحلول التي ينبغي تبنيها، وإن النقاش الداخلي الذي يحلل الشهادات المقدمة يشكل جزءا من تغير كبير تحققه النساء اليوم في حياتهن وفي العالم.

الأبوية السائدة

في عام 1971 تصدت شير هايت لمشروع «إعادة تعريف الجنسية: الجنس الثقافي»، عندما بدأت تساهم في الحركة النسوية. من عام 1972 إلى 1976 أخذت توزع لائحة أسئلة تجريبية طويلة على نساء مناطق الولايات المتحدة الأميركية كافة. وفي عام 1976، عندما استخلصت النتائج من ثلاثة آلاف وخمسمائة جواب ونشرتها، شرحت أهدافها: «معرفة التاريخ الثقافي والاجتماعي، ووضعه ضمن إطار رؤية جنسية المرأة كما هي، وليس كما يناسب الأيديولوجيا الأبوية السائدة».

تصف شير هايت كتابها بأنه «رحلة في ذواتنا»، وتضيف «إنه يذكرنا بقصة غرامنا الكبرى، وما عانيناه آنذاك، يسالنا عمن نحب اليوم، أو عما إذا كنا لا نحب أحدا، وهذا يعني أنه يجيب عن الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا حول الصعوبات التي تصطدم بها، وعن المخارج الممكنة، ويمجد عظمة النساء».

سلطة الرجل

في تقرير آخر تحدث أكثر من 7000 رجل، تتراوح أعمارهم بين 13 و77 عامًا، عن رأيهم في النساء - كزوجات وعشاق وأصدقاء؛ لماذا يحب غالبية الرجال الزواج لكنهم غير مخلصين؟ ماذا يفكرون في الحب - ولماذا لا يثقون به في كثير من الأحيان؟ كيف يشعرون حيال إعطاء المرأة تحفيزا؟ وبدلاً من الترحيب بكتاب هايت، وهو دراسة أكاديمية جادة تستند إلى مقابلات مع أكثر من 3000 امرأة، رأى السكان الذكور الأمريكيين أنه هجوم على رجولتهم. تم اختيار هايت كملكة ساحرة للنسوية، لسرقة سلطة الرجال وتحويل النساء إلى شياطين أنانية.

تعريف الحب

أكملت «شير هايت» مشروعها بالتقرير الثالث «النساء والحب»، بعد محاولاتها لإعادة تعريف «الجنسية النسائية والذكورية»، وناقشت مسألة «العقد العاطفي»، مسألة التفاصيل الصغيرة لعلاقة النساء بالرجال، التفاصيل اليومية.. العاطفية منها والجنسية. وبدأت تدرس رؤى أربعة آلاف وخمسمائة امرأة، سعيا خلف إعادة تعريف ما يجري في الحياة الخاصة والنظر من جديد في الانفعالات والتصوّرات السلوكية، ومناقشة تعريف الحب وغيره من المشاعر التي يحس بها الرجال والنساء. قدمت هايت لائحة أسئلة تهدف إلى معرفة آراء النساء حول ما يواجههن من مشاكل. قسمت اللائحة إلى تسعة عناوين رئيسة: «مرحباً - منذ أن ولدت إلى أن أصبحت امرأة - الوقوع في الحب - حياتك الغرامية الحالية - حياة العزوبية - الانفصال والطلاق - بعض المشاكل الدقيقة في العلاقات الغرامية - الجنسية - الصداقة بين النساء..». بالإضافة إلى معلومات إحصائية عن «العُمر - الأصول العرقية - مستوى الدراسة - الدخل - العمل - المكان الذي عثرت فيه على لائحة الأسئلة..».

العلاقات المشوهة

تكشّف لـ«هايت» من خلال إجابات النساء أن معظمهن لسن راضيات عن علاقتهن مع الرجال وغالباً ما يشعرن بأنفسهن محرومات من حقوقهن، مبعدات.. عاجزات عن تجاوز الهوّة التي تفصلهن عن رجل لا يدرك أين يوجد الخلل. وكثيرات وضعن نهاية لهذه العلاقات المشوّهة بالانفصال، وكثيرات أيضاً يفضلن البقاء جسدياً، ويبحثن في أماكن أخرى عن علاقتهن العاطفية الرئيسة، غالباً لدى الصديقات، ويتعمق الشعور بالحرمان لدى النساء في هذه الأوضاع، ويتجلى الجانب المأساوي لكثير من العلاقات الغرامية بشكل مذهل ومؤثر ومؤلم.

أو كما قالت كثيرات في تعاطيهن مع هايت: (الحب رائع في البداية، ثم يحدث شيء ما... «ما هو؟» فيصبح محبطا مؤلما ومخيبا للآمال).

ولدت شير هايت في 1942 بسانت جوزيف بولاية ميسوري الأمريكية

ألمانية ونسوية أمريكية المولد

تُعد من أهم وأشهر الباحثين في مجال «علم نفس الجنس»

يعدها البعض صنواً لـ«ميشيل فوكو»

مارست التدريس في:

- جامعة نيهون (طوكيو، اليابان)

- جامعة تشونغتشينغ في الصين

- جامعة موسى بن ميمون في فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية

توفيت في 2020 في توتنهام بالمملكة المتحدة