تهدد أشجار البرسوبس والبزروميا، أودية ومزارع عدد من الأحياء في مناطق المملكة، وزحفت تلك الأشجار نحوها بقوة، وغطت أجزاء كبيرة من مجاري الأودية والمزارع وامتدت إلى الأحياء السكنية بشكل كبير.

وتمددت تلك الأشجار سريعة الانتشار في المدن والقرى، على الرغم من أضرارها، وقرارات إيقاف زراعتها من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، إلا أن تمدد جذورها قد يؤدي إلى تحطيم الأرصفة والطرق، والاعتداء على أساسات البيوت وشبكات المياه والصرف الصحي، كما يتسبب في نشر بعض الأمراض.

أشجار البزروميا

توصف أشجار البزروميا بأنها كريمة على بيوتها، بخيلة على البيئة، واسعة الانتشار رغم أضرارها.

وأوضح مدير جمعية نجران الخضراء حسين آل ياسين أن «شجرة البزروميا من الأشجار التي غزت عدداً من المناطق في الآونة الأخيرة، ولها أضرار بيئية فضلا عن تدميرها البنية التحتية لقوة جذورها، وتسببها في إتلاف أساسات الأبنية والأماكن المحيطة بها، ولكبر أغصانها عند كبرها، وأيضاً فإن أضرارها صحية على الإنسان لتسببها بحساسية في الجلد، ولالتصاق الأتربة وأنواع من البكتيريا الضارة في أوراقها».

نمو سريع

بين آل ياسين «أن شجرة البزروميا مستديمة الخضرة، ويتراوح ارتفاعها بين 3 - 5 أمتار، وساقها واضحة، والأوراق بسيطة متبادلة سميكة، غدية رمحية إلى بيضية طولها حوالي 7 سم، ذات أسنان متباعدة أو كاملة الحافة وذات لون أخضر لامع، ولها أزهار جرسية الشكل، وتوجد عادة في مجاميع من زهرتين إلى 4 زهرات في آباط الأوراق، ذات لون أبيض متبقع بالأرجواني، وثمار شجرة البزروميا حسلة، والجذور منتشرة سطحية، ومعدل النمو للشجيرة سريع، وتتحمل العوامل البيئية القاسية بشكل ممتاز، حيث ارتفاع درجة الحرارة، كما تتحمل بشكل جيد الجفاف والرياح والملوحة».

وأضاف «تم في السابق إجراء إحلال في طريق الملك عبدالله «الرديف» عبر زراعة أشجار السدر وأشجار أخرى مفيدة للبيئة وصحة الإنسان، بين الشجيرات الضارة في جزيرة الطريق، ليتم في المستقبل إزالة الأشجار الضارة واستبدالها بالمفيدة».

بحث الأسباب

يقول المواطن حمود الحدري، وهو من محافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان «نعيش في المحافظة معاناة شديدة من انتشار أشجار البرسوبس، إذ غطت كثيرا من الأودية، بل وصل زحفها للشوارع والحدائق وأمام المنازل في الأحياء السكنية».

وبين «أن المزارعين قلقون من تطفل هذه الأشجار على مزارعهم، ولا بد من بحث أسباب انتشارها على مساحات شاسعة في الأودية، خاصة وادي بيش الذي يعد من أهم أودية تهامة، وما يذكره البعض من أضرار كبيرة على البيئة تتمثل في استنزاف المياه الجوفية مع ما تسببه من أمراض صدرية للإنسان كالربو والحساسية، واختفاء كثير من أشجار بيئتنا التي كنا نعرفها ولنا معها كثير من الذكريات الجميلة».

شجرة ضارة

أوضح الباحث الزراعي عايل علي الأمير لـ «الوطن» أن «شجرة البرسوبس ضارة ولا يستفاد منها، ولا تأكل منها البهائم، وهي شجرة متشعبة من النباتات الدخيلة على بيئتنا والغازية، وتزرع فى المناطق الملحية وتأكل الإبل منها البذور التي تتساقط على الأرض، وتنبت وتتكاثر مع الأمطار أو السيول، وهي موجودة في عدة مناطق من المملكة بشكل عام، منها منطقة جازان».

وأشار إلى أن «​وجودها في البيئة الزراعية بالأدوية والمزارع أمر مخيف لأنها تدمر الزراعات المفيدة ولها أضرار جسيمة، مما جعلها تصنف من ضمن الأشجار غير المرغوب فيها، خاصة فى المساحات المروية، فهي تتشعب بشكل عشوائي وتمتد جذورها في الأرض إلى عمق يصل إلى أكثر من 10 أمتار، وخطورتها في أنها تبقى حية لأوقات طويلة من السنين، ويمكن أن تنبت في أي وقت وفي أي فصل من فصول السنة، ويجب أن يجتهد الجميع وتتضافر الجهود من الجهات ذات العلاقة المعنية للتخلص منها، وبشكل سريع، لأن كثيرا منها قد تكاثر وتشعّب بشكل كبير».

جار العمل

أوضح رئيس بلدية محافظة الدرب المهندس عبدالمجيد مذكور لـ«الوطن» أن العمل جار حالياً على إزالة تلك الأشجار، وتنظيف محافظة الدرب منها.

أضرار أشجار البرسوبس

تغطي مجاري الأودية والمزارع

تدمر الزراعات المفيدة

عديمة الفائدة

زحفت داخل الأحياء السكنية

تستنزف المياه الجوفية

تسبب أمراضا صدرية وحساسية