ما كانت لتمر قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بهذه الصورة.
لا مبالاة عالمية، وقل عربية وحتى فلسطينية، لما يجري داخل الأسوار العالية لذوي البطون الخاوية.
وحدهم أهالي الأسرى يرفعون العلم. يتظاهرون ويعتصمون، أمام مقرات المنظمات الدولية، دون أن تلقى احتجاجاتهم آذانا صاغية في أي محفل دولي.
الكل مصوب أنظاره نحو الربيع العربي، وخاصة ما يجري في كل من سورية ومصر، فتداعياتهما كبيرة، حتى إن إسرائيل، وضعت همومها الداخلية جانبا، وباشرت بحشد 22 كتيبة من جيشها على حدود البلدين.
لأي أسير، الحق في الإضرب، لسبب من الأسباب، وفي أي بلد من البلدان، حتى البلدان المتخلفة، ليترك وراءه عاصفة من المؤيدين والمستنكرين.
الناشط الحقوقي الصيني شين جوانجشينج الذي كان تحت الإقامة الجبرية في بلاده، تدخلت الولايات المتحدة بكل قوتها لحل مسألته، بعد أن لجأ إلى سفارتها، وكادت قضية اختفائه من مكان إقامته الجبرية أن تنغص على السيدة كلينتون زيارتها إلى بكين.
الرئيس الفلسطيني هدد بنقل قضية الأسرى إلى الأمم المتحدة، وهو أمر إذا ما حصل، فلن يضيف إلى قضية الأسرى إلا المزيد من التعتيم في زنازينهم، لأن القرارات الدولية معروف مصيرها في السياسة الإسرائيلية. كان المطلوب من الرئيس عباس ليس "تكبير الحجر" وإبقاء القضية في إطارها الطبيعي، والشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى كفيلون، بقليل من الدعم الرسمي الفلسطيني، بتحريك قضيتهم من الداخل الفلسطيني إلى الداخل الإسرائيلي.