العالم ما بعد كورونا لن يعود كالسابق، هذا أمر مفروغ منه، ويتفق حوله الكثيرون من قادة الاقتصاد والسياسة والطب، وبدأت الكثير من الحكومات الاستعدادات الفعلية لإعادة التكيف مع عالم ما بعد كورونا.

من أبرز الانكشافات الأمنية التي ظهرت في جائحة كورونا، الانكشاف الدوائي، فبعد انقطاع خطوط الإمداد العالمية، عانت الكثير من الدول نقصا كبيرا للأدوية، ومنها أدوية بسيطة جدا مثل أدوية الضغط والسكري، ومسيلات الدم مثل الأسبرين، ناهيك عن الأدوية التي تستخدم في علاج الأورام والجهاز المناعي.

وشهدت صناعة الأدوية العالمية مستويات غير مسبوقة، وصلت قيمتها إلى 1.43 تريليون دولار في 2020، ولكن هذه الصناعة تسيطر عليها دول محدودة، حيث تسيطر أوروبا على حصة سوقية تبلغ %70 في صناعة الأدوية، وتستحوذ دول مثل أمريكا واليابان والصين والهند على معظم الحصة السوقية المتبقية.

ومن الأمثلة الملهمة في صناعة الأدوية الهند، التي تمثل صناعة الأدوية فيها %10 من صناعة الأدوية العالمية إنتاجا، وقد حققت الصناعة الدوائية الهندية نموا كبيرا، إذ ارتفعت قيمة منتجاتها الدوائية إلى 36 مليار دولار في 2017، ومن المتوقع تخطيها حاجز الـ70 مليار دولار بحلول 2025. وأبلت الهند بلاء حسنا في جائحة كورونا، حيث إنها تصدر نحو %60 من اللقاحات العالمية، وأعلن معهد مصل الهند، وهو أكبر مصانع إنتاج اللقاحات، أنه يمكنه طرح ما بين 60 و70 مليون جرعة من اللقاح شهريا، التي يستخدم جزء منها كخطة عالمية تهدف لمساعدة الدول ذوات الدخل المنخفض والمتوسط في تأمين وصول اللقاحات لها.

تشير الأرقام المحلية إلى أن حجم الاستثمار في القطاع الدوائي بالمملكة يعد الأكبر في المنطقة، حيث يزيد على %30 من سوق الشرق الأوسط، في حين أن عدد المصانع الدوائية المسجلة في السعودية تتجاوز الـ40 مصنعا، تغطي %30 فقط من احتياج السوق السعودي من الأدوية.

كلي ثقة أنه مع «رؤية المملكة 2030» سوف نرى تغيرا نوعيا في المجالات كافة، وسوف نتفوق على من سبقنا، وكما قيل «اجعل عينيك على النجوم، واجعل قدميك على الأرض».