بينما لا تزال حركة الملاحة معطلة في قناة السويس لليوم السادس على التوالي بسبب سفينة الحاويات الضخمة الجانحة في المجرى المائي، شاركت، الأحد، قاطرتان جديدتان في مناورات شد السفينة، علاوة على 12 قاطرة تقوم بالعمل من 3 اتجاهات مختلفة ضمن مناورات الشد، في حين أكدت السلطات المصرية أنها على وشك تعويمها مع بدء تحرك دفتها، وتحررها بشكل جزئي دون أن تستبعد اللجوء لسيناريو تخفيف حمولة سفينة الحاويات العملاقة.

تفريغ الحمولة

كشف رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، الأحد، عن توجيه جديد من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن عملية تحريك السفينة الجانحة بقناة السويس. وقال الفريق أسامة ربيع: «الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع عملية تحريك السفينة الجانحة في قناة السويس بشكل يومي». وأضاف «ربيع»: «الرئيس السيسي وجه بالتجهيز للسيناريو الثالث لحل الأزمة، المتمثل في تفريغ حمولة السفينة، وعدم انتظار فشل السيناريوهين الأول والثاني، وتجهيز وإحضار المعدات والأدوات، بحيث إنه في حالة الحاجة له لا نطيل فترة جلب السفن التي ستخلي الحمولة».

12 قاطرة

أوضح رئيس هيئة قناة السويس أن جهود تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN مستمرة على مدي الساعة من خلال القيام بأعمال التكريك نهارا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلائم مع ظروف المد والجزر. وأشار إلى أن مناورات الشد تمت أمس بواسطة 12 قاطرة، تقوم بالعمل من 3 اتجاهات مختلفة، حيث تعمل القاطرتان «بركة 1» و«عزت عادل» على شد مقدمة السفينة، بينما تدفع 6 قاطرات مؤخرة السفينة جنوبا، وتشد 4 قاطرات أخرى مؤخرة السفينة جنوبا. وأعلن رئيس الهيئة أنه من المقرر الدفع بالقاطرتين الجديدتين «عبدالحميد يوسف» و«مصطفى محمود»، للمشاركة في مناورات الشد بعد اكتمال بنائهما في ترسانة بورسعيد البحرية، بقوة شد 70 طنا، وانتهاء تجارب البحر والتشغيل لهما، بما يحقق الاستفادة من إمكاناتهما وقدراتهما التي تواكب أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الوحدات البحرية المعاونة. القاطرتان الجديدتان تتماثلان في المواصفات الفنية، حيث يبلغ طول كل قاطرة 35.87 مترا، وعرضها 12.5 مترا، بغاطس كلي 5.75 مترات، وسرعتها 13 عقدة. كما تمتاز برفاصات ذات قدرة وكفاءة عالية، مصنوعة من قبل شركة Voith الألمانية، وماكينات من شركة DAIHATSU اليابانية.

تخفيف الحاويات

أكد رئيس هيئة قناة السويس أن سيناريو تخفيف الحاويات سيستغرق الكثير من الوقت، نظرا لحمولة السفينة الضخمة. وأشار إلى أن الكثير من الدول عرضت بالفعل تقديم مساعدات، وأنه ستتم الاستعانة بها إذا ما اضطرت الهيئة للجوء إلى السيناريو الثالث الخاص بتخفيف الحمولة، ذاكرا أن الأسباب الدقيقة للحادث ستتضح بعد التحقيقات. وأوضح «ربيع» أن عدد السفن العالقة التي تنتظر العبور يبلغ حاليا 369، منها 25 ناقلة نفط، وأن القناة لا تتحمل مسؤولية قانونية عن الحادث، مضيفا في الوقت نفسه أنها تدرس تقديم حوافز وتخفيضات للسفن العالقة المتضررة، إلا أنه لم يذكر حجم الحوافز المقترحة. وذكرت الهيئة تتكبد خسائر يومية بين 13 و14 مليون دولار، لافتة إلى أن الحديث مع الشركة المالكة يتركز حاليا على التعاون لحل الأزمة، على أن يتم الحديث لاحقا عن المطالبات والإجراءات القانونية. ووفقا لبيان سابق لهيئة قناة السويس، فإن طول السفينة الجانحة «إيفر جيفن» يبلغ 400 متر، وعرضها 59 مترا، بينما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن.