لم نفق بعد من الفرحة العارمة التي عاشتها النساء السعوديات، إثر انتشار خبر منسوب إلى دراسة بريطانية تصنف المرأة السعودية كثالث أجمل امرأة في العالم، فامتلأت المواقع والمنتديات الإلكترونية بالمتفاعلين بين مؤيد ومعارض ومصدق ومكذب، وبدأت المرأة تفاخر بإنجازها الذي لا يد لها فيه، بل إن الدراسة الفلتة وضعت ما تحظى به المرأة السعودية من دلال، بالإضافة إلى عدم قيادة السعودية لمركبتها والمصروف الذي تأخذه من ولي أمرها، بل ولبسها للنقاب، كل هذه الأمور مجتمعة وضعتها تلك الدراسة ضمن أهم معايير تقييم جمال المرأة السعودية، وقد استغربت اجتماع هذه المتفرقات في تقييم واحد، حتى أو شكت على القول بأن الدراسة سعودية المصدر. وتكلمت عن هذا في مقال لي سابق بعنوان (دلوعة ركبتها سودا) وقبل أن نستمتع بهذه الدراسة، خرج علينا المدعو فهد سال مكذبا لهذه الدراسة التي نشرتها بداية إحدى الصحف السعودية، ولسان حاله يقول، عزيزتي المرأة السعودية، طلعتي لا جميلة ولا هم يحزنون، ولا مركز ثالثا ولا حتى عاشرا، بدورنا.. حاولنا تكذيب المدعو واتهامه في معلوماته لكنه جاءنا بالدليل القاطع، بل والأكثر إيلاما، أن مركز الدراسات التي أخبرونا أنه هو من قام بهذه الدراسة، ليس موجودا في الأصل، يعني مجرد اسم وهمي (منك لله يا فهد) وكنا نتمنى أن يكون موجودا علّنا نستطيع استمالته لاستحداث دراسة من هذا النوع .قد يكون لغياب الجهات الداخلية الداعمة والمنصفة والمناصرة للمرأة دور، في جعلها تتعلق بحبال الدراسات الوهمية الذائبة، حتى لو كانت كاذبة، بل وتكره من يواجهها بحقيقة الوهم الذي أركست نفسها فيه (منك لله يا فهد)، بل إن عجز المرأة في أن تلفت من حولها لجمال فكرها ورجاحة عقلها، وسمو أخلاقها، أغلق أمامها الطريق، فلم يعد أمامها إلا بوابة الجمال، لاعتقادها أن الجمال هو ما يلفت نظر الرجال في المرأة، لكنها لم تحسب حساب اليوم الذي يطلع علينا فهد هذا في اليوتيوب، معلنا وبقوة أن الكثير من نساء العالم غيرنا تم تفصيل مثل الدراسة حسب مقاساتهن ، لسبب أو لآخر، وتلفيقها زورا وبهتانا، وفي الحقيقة لو شهدت للفتاة السعودية عاملة في مدرستها أو جامعتها أنها ثالث أجمل فتاة شاهدتها، لكانت أكثر شرفا ومصداقية من هذه الدراسات المكذوبة والتي تلقى عندنا رواجا وتصديقا للأسف الشديد، و(منك لله يافهد سال).