فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التقرير الخاص بمنشأ فيروس كورونا المستجد الذي قدمته بعثة الخبراء الدوليين سينشر غدا الثلاثاء، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية بعض ملامح التقرير من أبرزها أن التقرير استنتج أن الفيروس لم يتسرب من أي مختبر في الصين وأن الاحتمالية الكبرى هي انتقال "كوفيد-19" من الخفافيش إلى البشر.

التسرب مستبعد

أفادت دراسة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين أن انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر هو السيناريو الأكثر احتمالا، وأن تسرب المختبر مستبعد للغاية.

وقدمت النتائج في التقرير حسب وكالة "أسوشيتد برس"، القليل من المعلومات حول ظهور الفيروس للمرة الأولى دون الإجابة على الكثير من الأسئلة.

واقترح الفريق إجراء مزيد من الأبحاث في كل مجال باستثناء فرضية تسرب الفيروس من المختبرات - وهي نظرية تخمينية روج لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وآخرون. كما ذكر التقرير أن لا دور لسوق المأكولات البحرية في ظهور أو تفشي الفيروس.

تقرير حساس

سيخضع التقرير لمراقبة كبيرة خصوصا أن اكتشاف الفيروس قد يساعد العلماء في منع الأوبئة مستقبلا، ولكنه أيضا سيكون تقريرا حساسا للغاية خصوصا أن الصين متوجسة من أي معلومات قد تجعلها مسؤولة عن انتشار الفيروس الحالي.

ويقول الكثير من العلماء إنه من الواضح أن الحكومة الصينية لم تقدم كافة البيانات المطلوبة، وإلى أن تفعل ذلك، ستكون هناك نتائج أكثر حزما".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة أجرتها معه مؤخراً شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "لدينا مخاوف حقيقية بشأن المنهجية والعملية التي تدخل في ذلك التقرير، بما في ذلك حقيقة أن الحكومة في بكين ساعدت على ما يبدو في كتابته".

ورفضت الصين هذه الانتقادات اليوم الاثنين. وقالت بكين إن أمريكا وبعض الدول الأوروبية وكندا تحاول أن توجه إليها ضغوطا سياسية، في إشارة إلى أن هذا الضغط قد يمارس على أعضاء منظمة الصحة العالمية، للخروج بمعلومات قد تدين الصين.

ومع ذلك، ساعد الشك في الصين في تغذية النظرية القائلة بأن الفيروس تسرب من مختبر في ووهان، المدينة الصينية التي تم التعرف على الفيروس لأول مرة.

4 سيناريوهات

ويستند التقرير إلى حد كبير إلى زيارة قام بها فريق من الخبراء الدوليين من منظمة الصحة العالمية إلى ووهان. لم يكن من المفترض أن تحدد المهمة المصدر الطبيعي الدقيق للفيروس، وهو مسعى يستغرق سنوات عادة. فعلى سبيل المثال، لم تحدد بعد أكثر من 40 سنة من الدراسة الأنواع الدقيقة من الخفافيش التي تشكل المستودع الطبيعي للإيبولا.

في المسودة التي حصلت عليها وكالة "أسوشيتد برس"، أدرج الباحثون أربعة سيناريوهات من أجل احتمال ظهور الفيروس التاجي الجديد. وتصدرت القائمة انتقالها من الخفافيش إلى بعضها ثم إلى البشر. وأيضا الانتشار المباشر من الخفافيش إلى البشر. والاحتمال الثالث هو أن يكون الفيروس قد انتقل عبر سوء استخدام في آلية تغليف المنتجات الغذائية، إلا أن السيناريو الرابع هو الأكثر إثارة ويتحدث عن إمكانية انتقال العدوى عن طريق عبوة ملوثة بالعدوى ثم إحضارها إلى ووهان ومن ثم انتشر الفيروس بعد ذلك، إلا أن هذه الفرضية لا تزال ضعيفة ولا يوجد دليل عليها.