قدمت المملكة العربية مبادرتها السياسية لحل الأزمة اليمنية والتي تلقفتها العواصم العالمية بكل رضا وقبول، فيما لا يزال الحوثيون ينتظرون إشارة القبول أو الرفض من عاصمة قرارهم السياسي طهران.

جاءت المبادرة السعودية في وقت كان الحوثي يسوق لنفسه بأنه يبحث عن السلام ويمد يده لمصافحة شركاء وطنه من اليمنيين، بينما كشفت المبادرة عن الوجه القبيح لهذه الزمرة الطاغمة التي عاثت في الأرض فساداً وساهمت في تجويع الشعب اليمني وقتل أطفاله بزجهم في معاركها الخاسرة تحت تهديد السلاح، في الوقت الذي كان هناك من يحاول أن يغض الطرف عن الانتهاكات الحوثية لأجواء المملكة وتهديد مصادر الطاقة بالمنطقة، وضعت المملكة بمبادرتها المباركة ودهائها السياسي الجميع في موقف محرج لتكشف للرأي العام العالمي أن جماعة الحوثي لا تعدو كونها جماعة إرهابية تنتهك جميع المواثيق والمعاهدات العالمية، وأن عدم قبولها لمبادرة السلام يدل دلالة واضحة على أن تلك الجماعة لا تملك قرارها السياسي والعسكري وأنها مسلوبة الإرادة، وبكل تأكيد لن تبقى تلك المبادرة طويلاً على طاولة الحوار، وستندم جماعة الحوثي أيما ندم عندما تفتقد يوما ما تلك المبادرة وسترضخ لقانون القوة بالسلاح.

وبكل تأكيد يعلم الحوثي قبل غيره أن المملكة لن تقبل بوجود ما يهدد أمنها وستستأصل كل ورم خبيث من خاصرة الخليج مهما كلف ذلك.