دخلت جلسات محاكمة الشرطي الأبيض المتهم بقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد، صلب القضية في محكمة تجرى في مينيابوليس وسط توتر كبير، وذلك بعد نحو عام على إطلاق الواقعة موجة تعبئة كبرى مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وُجهت إلى الشرطي في مينيابوليس ديريك شوفين (45 عاما) تهمتا القتل والقتل غير العمد. ففي 25 مايو ضغط بركبته لمدة تسع دقائق على عنق جورج فلويد الذي كان مثبتا على الأرض ما أدى إلى اختناقه.

وتم تصوير معاناة فلويد بفيديو نشر على الإنترنت.


وانتشرت المشاهد في العالم ما أدى إلى نزول الحشود إلى الشوارع في مدن مثل نيويورك وسياتل وباريس وسيدني. ومن المتوقع أن يأخذ المقطع المصور حيزا كبيرا من محاكمة ديريك شوفين.

عمل إجرامي

وقد صرّح محامي عائلة فلويد بن كرامب للصحافيين «كيف يمكن لمن شاهد هذا الفيديو أن يقول إن ديريك شوفين لم يرتكب عملا جرميا أدى إلى مقتل جورج فلويد»، منددا بـ«عملية إعدام نفّذت في وضح النهار».

وتولى جيري بلاكويل، المحامي الأميركي من أصول إفريقية الذائع الصيت في المدينة الواقعة في شمال الولايات المتحدة، مرافعة الادعاء، في مبنى حكومي تم تحويله إلى مقر محصن لمحكمة استثنائية يفترض أن تستمر ما بين ثلاثة وأربعة أسابيع.

ودعت السلطات إلى التهدئة وإلى المحافظة على «سلمية التظاهر» خلال المحاكمة.

وسيحاول الادعاء إثبات أن ديريك شوفين أظهر ازدراء بحياة الأمريكي من أصل إفريقي من خلال إبقاء الضغط على عنقه رغم أن فلويد ردد عشرين مرة «لا أستطيع التنفس» وأنه بعد ذلك فقد وعيه وتوقف نبضه.

في المقابل، سيسعى إريك نيلسون، محامي الدفاع عن ديريك شوفين، لإثبات أن موكّله الشرطي اكتفى باتباع الإجراءات المرعية لضبط مشتبه به يقاوم وبأنه غير مسؤول عن وفاة جورج فلويد.

إصلاحات جذرية

ويصر نيلسون على أن فلويد توفي من جراء جرعة زائدة من الفنتانيل، وهي مادة أفيونية قوية تم العثور على آثارها في تشريح الجثة، ومن مشاكل صحية.

ورد كرامب بالقول إن «ما قتل جورج فلويد هو جرعة زائدة قوتها مفرطة».

بسبب انتشار الوباء، تجري المحاكمة من دون حضور ولكن سيتم بث الجلسات على الهواء مباشرة ويتوقع أن يتابعها العديد من الأمريكيين.

وينتظر صدور الحكم في نهاية أبريل أو مايو.

وعلى الأعضاء الـ12 في هيئة المحلفين التوصل إلى قرار بالإجماع وإلا فإن المحاكمة ستعتبر باطلة ولاغية. ومن شأن مثل هذا السيناريو أو تبرئة الشرطي أن يثير أعمال شغب جديدة في مينيابوليس على غرار تلك التي شهدتها في نهاية مايو.