هل سبق لك أن شممت رائحة زهرة، وغمرت فجأة بذكرى الطفولة، أو هل تذكرك رائحة معينة من الكاري بجدتك؟ كشفت دراسة جديدة الآن لماذا وكيف يفعل الدماغ ذلك، حيث أظهر الباحثون أنه يوجد لدى البشر اتصال فريد بين الحُصين في الدماغ، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في التعلم والذاكرة والجهاز الشمي «النظام الحسي المستخدم للشم».

العملية بالتفصيل

ويشرح قوانغيو جو، المؤلف الأول للدراسة من جامعة Northwestern في شيكاغو، العملية بالتفصيل: «في دراستنا، قارنا كيفية اتصال نظام الشم بالحُصين مع كيفية عمل المناطق الحسية الأخرى «الرؤية والسمع واللمس». وجدنا أن الشم لديه اتصال وظيفي أقوى مع الحصين، من هذه الأنظمة الحسية الأخرى». كتب الفريق أن هذا الاتصال القوي، يشبه الطريق السريع الفائق من الرائحة إلى الحُصين، وقد يكون السبب في أن الروائح يمكن أن تثير الذكريات بقوة. نُشرت النتائج في مجلة Progress in Neurobiology.

تقوية الروابط

وقالت كريستينا زيلانو، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأعصاب في جامعة Northwestern والمؤلفة الرئيسية للدراسة. «اكتشاف رائع آخر من دراستنا هو أنه مع كل شهيق، تقوى الروابط بمراكز الذاكرة في الدماغ. وجدنا أن الاتصال بين القشرة الشمية والحصين، يتغير بشكل إيقاعي مع التنفس الطبيعي، وهو مثير للاهتمام لأنه يُظهر أن شيئًا أساسيًا وطبيعيًا كالتنفس، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية عمل الذاكرة في الدماغ». يأمل الفريق أن يساهم هذا العمل في تطوير علاجات لخلل الرائحة وفقدانها، والتي حظيت باهتمام خاص في عصر COVID-19. يضيف قوانغيو جو «نخطط لمزيد من البحث في الصلة الخاصة بين إيقاعات التنفس وإيقاعات الدماغ. يولد الشهيق والزفير، خاصة من خلال أنفك، إيقاعات تتحرك عبر عقلك وتغير طريقة عمله. نحن مهتمون بمقارنة تنفس الأنف مع تنفس الفم، وفهم أفضل لكيفية تأثير إيقاعات الجهاز التنفسي على الدماغ».