بغض النظر عن مكان التفكير داخل جسم الإنسان، أهو في العقل أم القلب، فالتفكير السليم يؤدي إلى سلوك الطريق الصحيح. اعجبني قول نجيب محفوظ: «ليس عيباً أن تقع في حب إنسان لا يصلح للحب، ولكن الغباء أن تستمر في حبه»، الاستمرار في هذا الحب يعتبر تيْسنة والتيسنة مأخوذة من التياسة، والجمع تُيوسٌ، و أَتْياس، و أَتْيُسٌ و تِيَسَةٌ.

قبل الخوض هناك من يسأل عن مصطلح التياسة، ببساطة هو حالة نفسية يتوقف عندها المخ عن التفكير، مع ارتفاع ضغط الدم وحدوث تصرفات لا إرادية، إضافة الى التمسك برأيه، بالرغم من أنه يعرف أنه خطأ ببساطة هو «ركب رأسه»، ما أكثر الذين يركبون رؤوسهم التي تأخذهم إلى المجهول، وحين يصلون إلى وجهتهم يدركون أنهم مُتيسون.

مشكلتنا مع التيوس مجازا «الذكر والأنثى»، هم يعرفون أنهم لا يحسنون التصرف في الأمور، ويتصرفون ببلاهة وغباء، هم معاندون ويتمسكون برأيهم أو فعلهم في حالة تياسة. تري هل كثرة الضغوط النفسية، التي توصل الشخص إلى حالة لا يستطيع أن يتحكم في تصرفاته، أم هناك عوامل نفسية أخري؟، تلفتوا من حولكم سوف تجدون التيوس التي تحاوركم وهم مقتنعون بأن ما يقولون مخالف للواقع، لكن عقولهم لا تدرك أو تدرك أنهم لا يدركون.

في هذا الزمن اقترب من الإنسان الكيّس، الإنسان العاقل الحازم، الذي يحسن التدبير والذي يشاطرك الرأي، ويدرك ماذا تقول ويدلك كيف تفتح الأبواب المغلقة في حياتك. اللهم صحبة أهل الكياسة، لأنهم أهل حلم وأناة، ومصدر خير وعطاء، وأبعد عنا التيوس الذين يشوهون جمال الحياة.

يقول الدكتور غازي القصيبي رحمه الله «جمال المرأة يغفر كل عيوبها إلّا الغباء»، عرفت المعاجم العربية الغباء، بأنه الجهل وقلة الفطنة، ويضيف بعضها إلى هذه الصفات البلادة وعدم الانتباه. وكلمة الغباء في الأصل تأتي بمعنى الخفاء.

ما أكثر الذين يستغبون في حياتنا، ويصلون إلى حد التياسة في تصرفاتهم وأقوالهم. من الطبيعي أن نبتعد عن الإنسان المتيس، ولا ندخل معه في حوار فنسبب لأنفسنا الحرج والوقوع في أمور غير منطقية، وندفع المتيس والمتِيسة الى ردة فعل قوية يؤذي به نفسه أو نفسها.

لقد عرفنا أن التيس ينطح نفسه أثناء تطلعه بالمرآة، فهل هذا يقع على الإنسان حين يؤذي نفسه بتصرفاته التيسية؟.

المجتمع الذي تعيش فيه وفي دائرة حياتك الصغيرة، تأمّل تصرفات البعض، تصرفات رأيي هو الصحيح وسواه خطأ، هذه تصرفات تيسية ربما لا يدرك مدي تياسته، فالتيس الحقيقي لا يدرك خطر المرآة حين ينطحها.

نصيحتي ابتعدوا عن تصرفات الإنسان التيسية، والسلوكيات الجوفاء التي تضطر معها للرد، فالرد لنْ يغير من حال من أصبح تيساً في تصرفاته. من التياسة أن تتخذ قرارا وأنت في حالة تيسنة.