لجأ عدد من هواة الكتابة على الجدران، أو كما يسمون أنفسهم «محبي أدب الشارع»، إلى الجدران الداخلية لممتلكاتهم الخاصة، وعلى الأخص الاستراحات، فجعلوها ميدانا لممارسة نشاطهم بهذا الشأن تجنبا للتعرض لمخالفة القوانين والقرارات الصارمة التي صدرت بهذا الشأن، وعدت الكتابة على الجدران في الشوارع العامة وعلى الجدران الخارجية مخالفة تخريب للمتلكات العامة، وفرضت بحقها عقوبات صارمة.

واستخدم كاتبو الجدران وسائل التواصل الاجتماعي لنشر نشاطاتهم ولوحاتهم وعباراتهم المعبرة عبرها، حيث تصادف تفاعلا يتباين بين حساب وآخر، في تأكيد على تمسكهم بما يعدونه فنا، يمارسه بعضهم بصورته النمطية المخالفة للقوانين، فيما يمارسه آخرون في مساحاتهم الخاصة، بعيدا عن الصدام مع القانون ولوائحه.

عرف فن الكتابة على الجدران، بأنه الـ(Graffiti)، وهو الكتابة أو الرسومات التي توضع على الجدران أو على أي سطح آخر، وعادةً ما يكون ذلك دون إذن، كما تكون مطروحة للعامة.

وتتراوح الكتابة على الجدران من الكلمات المكتوبة البسيطة إلى اللوحات الجدارية المتقنة، وهي موجودة منذ العصور القديمة، وترجع إلى مصر القديمة، واليونان القديمة والإمبراطورية الرومانية، ونشطت هذه الكتابة في القرن العشرين بشكل ملحوظ، وانتشرت إضافة للجدران على حيطان المراحيض، ومحطات السكك الحديدية ومترو الأنفاق والجسور.

وفي أيامنا الحالية أصبحت أقلام الطلاء وأقلام التحديد من مواد الكتابة على الجدران شائعة الاستخدام، وهناك عدد من أنواع وأنماط الكتابة على الجدران، يمكن معه القول إن الجرافيتي بات شكلا فنيا سريع التطور.

تاريخ وتطور

قام عدد من الشباب والشابات بصناعة مساحات جدارية في ممتلكاتهم الخاصة مثل الاستراحات، واستخدموها للتعبير والكتابة الأدبية الحرة، حيث تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الحسابات، التي تهتم بطرح أهم الجداريات الكتابية المستوحاة من أدب الشوارع كما هو شائع، حيث يجد ممارسو هذا النوع من الهواية متنفسا وطريقة غير تقليدية للتعبير عن أنفسهم بطريقة قانونية.

يقول صاحب حساب جُدران، الذي يقوم برصد عدد من العبارات الملهمة على جدران الشوارع والمدارس والبيوت المهجورة والقديمة لـ«الوطن»: «تقوم فكرة الحساب على نقل الصورة كما هي، الأصل، من خلال التصوير العادي أو الاحترافي».

ويضيف: «انطلقت فكرتي خلال إقامتي في الخارج وتنقلي بين أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا، حيث حرصت على تصوير جداريات الشوارع المختلفة ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تحولت لتصوير العبارات باللغة العربية في عدد من مدن المملكة».

ويضيف «قمت ببناء عشر جدران للكتابة عليها في مزرعتي بما يتيح ممارسة فن الكتابة الاحترافية عليها وتعديلها، بعد ذلك بواسطة الفوتوشوب للحصول على دقة عالية تحقق نحو 90 % من المحاكاة الفعلية لجدران الشوارع الفعلية».

فن مثير للجدل

يوضح عبدالله اليامي، وهو ممارس للكتابة الجدارية، أن هناك عددا من المنافسات القائمة بين محبي الكتابة الجدارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجمع بين التصميم الإلكتروني، والكتابة التقليدية التي ينظمها عدد من الأشخاص المهتمين في تطوير فن الشارع، كما نطلق عليه، حيث يعده كثيرون نوعا من أنواع الفن الذي يعتمد على انتقاء العبارات الملهمة والمعبرة، وجماليات الخط، وهناك كثير من هواة الكتابة مثلاً يفضلون الكتابة الجدارية العشوائية المفتوحة للعيان بديلاً عن الكتابة في الدفاتر المغلقة.

مسابقات للكتابة

يرى الباحث الاجتماعي، محمد التمار، أن الكتابة على الجدران تعد موضوعا مثيرا للجدل، إذ يعكس وجود عدد من المواهب الشابة في مجال الرسم، والكتابة الإبداعية، لكن بعضها يفضل ممارسة هوايته بصورة غير قانونية، كما أن هناك من يقوم بتشويه الأعمال الجدارية الإبداعية من خلال العبث والتخريب، وفي معظم البلدان يعتبر أصحاب الممتلكات والسلطات المدنية أن وضع علامات على ممتلكاتهم أو دهنها دون إذن بمثابة تشهير وتخريب.

ويضيف: ما يحدث من كتابة على الجدران قد يعد نوعا من الاتصال المرئي، عادة ما يكون غير قانوني، وينطوي على تصرف غير مصرح به في الأماكن العامة من قبل فرد أو مجموعة.

ويتابع: لابد من توفير مساحات قانونية لهذه الممارسة، وإن كان كثيرون يصرون دوما على الكتابة في الأماكن غير المصرحة، وكأنه فضل التمرد الاجتماعي والتأثر بنمط عصابات الشوارع لإثبات الذات، والخروج عن المألوف.

الجرافيتي

الكتابة على الجدران برسوم أو أحرف

غالبا ما يمارس دون إذن صاحب المكان

تستعمل البخاخات غالبا في الكتابة

نشأ في ستينيات القرن الماضي في نيويورك

ممارسته دون إذن تعد من التخريب حسب قوانين كثير من الدول

أنواعه

المرسوم

المكتوب

أكثر أماكن انتشاره

الجدران العامة الملحوظة

الأبواب

القطارات ومحطاتها

الباصات

الشوارع وغيرها