أكد أستاذ اللسانيات والترجمة في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور خليفة الميساوي، أن وصف الترجمة بالخيانة أو الأمانة أمر مفروغ منه، ولا علاقة له بالترجمة، وتبقى الخيانة وهما في أذهان بعض الباحثين، وأن مفردة «الخيانة» في الترجمة غير مقنعة، موضحاً أن الترجمة عمل علمي وإبداعي، الهدف منه الوصول إلى ترجمة سليمة تحاول قدر الإمكان نقل الأفكار والمقاصد التي يحتويها النص الأصل إلى الهدف.

ظروف سياسية

نفى الميساوي، الذي كان يتحدث أمس في محاضرة «افتراضية»، بعنوان: «الترجمة..بين الأمانة والخيانة»، بتنظيم من نادي الأحساء الأدبي، وأدارها أستاذ اللسانيات بجامعة الملك سعود في الرياض الدكتور فالح العجمي، وبحضور رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، الخيانة في الترجمة، وأن ذلك مرتبط بظروف سياسية معينة، وأن الترجمة مرتبطة بالكفاءة والتخصص، وانتقد مفهوم نظرية التكافؤ في الترجمة، واستبدله بمفهوم الترجمة السياقية التي تعتمد على النظريات التواصلية والتداولية، لافتاً إلى أن المقاصد التي وراء النص واستجلابها إلى النص الهدف، وهذا يتطلب الجمع بين النظريات العلمية في اللسانيات والترجمة والممارسة التطبيقية حتى يتمكن المترجم من إدراك المقاصد ومن ثمة ترجمتها، متسائلاً بقوله: «إذا كانت الترجمة خيانة.. فلماذا نترجم؟».

سوء فهم

أكد أن الأمانة أو الخيانة مردها إلى سوء فهم المترجم، وليس إلى الترجمة، ولذلك يختلف مستوى جودة الترجمات من مترجم إلى أخرى حسب كفاءته الترجمية وقدرته اللسانية والمعرفية التي يباشر بها عملية الترجمة، مشدداً على أنه لا خيانة في الترجمة، والأجدر أن نتحدث عن مستوى سلامة الترجمة ومقبوليتها وقدرتها على فهم مقاصد النص الأصلي وكذلك قدرتها على إعادة إنتاج هذه المقاصد في لغة جديدة، مبيناً أن الترجمة قدمت للإنسانية خدمات جليلة عبر التاريخ، فهي ترحل بنا من ثقافة إلى ثقافة، ومن حضارة إلى حضارة، وهي رحلة معرفية بين العلوم، وكل الحضارات استفادت من بعضها البعض بترجمة علومها إلى بعضها البعض.

التحريف

شدد على ضرورة ربط الترجمة بالاختصاص حتى نحافظ على سلامة الترجمة، وضمان الترجمة السليمة، وتختلف صعوبات الترجمة، حسب أجناس العلوم والنصوص، موضحاً أن الترجمة هي تأويل يتصرف فيه المترجم حتى وإن أدى به إلى التحريف أو الخروج اللغوي من أجل ضمان المعنى المقصود، وليس لنقل وتراكيب جمل.