تتميز منطقة الباحة باحتوائها على 40 غابة من الأشجار كأشجار الطلح، والعرعر، والزيتون البري، إلا أن هذه الثروة الطبيعية تواجه خطر التدمير نتيجة لعوامل مختلفة، في مقدمتها الحرائق، وشق الطرق، وإلقاء النفايات، والبناء العشوائي.

ويقول الباحث في مجال الغابات والتنوع الأحيائي بالباحة عبد الرحمن محمد القلطي: إن الغابات الطبيعية في المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة تشكل نظما بيئية فريدة وثروة وطنية متجددة، تشكلت عبرآلاف السنين وذلك لتوفر العديد من العوامل المناخية والبيئية التي ساعدت على وجودها في بيئة شبه جافة. وتمثل أشجار العرعر دائمة الخضرة نسبة عالية من أشجار الغابات كما تختلط معها أشجار العتم وأشجار الطلح والنيم, وارتبط وجود أعداد هائلة من النباتات والحيوانات بوجود تلك الأشجار، حيث توفر لها الموطن البيئي المناسب لنموها وتكاثرها وتشكل مجمل الكائنات الحية في الغابات نظاما بيئيا متوازنا يعود بالنفع على الإنسان من نواح متعددة بيئية واقتصادية واجتماعية وسياحية. وأشار إلي أن ما يحدث للغابات خلال السنوات الأخيرة من انتشار للحرائق والتي دمرت آلاف الهكتارات وحولتها لجبال جرداء، وانتشار عشوائي للمساكن على حساب الغابات وشق للطرق ورمي النفايات في نطاقها ساهم في تجزئتها وتشويه منظرها وفقد كبير للتنوع الأحيائي في مواقع تعتبر نقاطا ساخنة تضم تنوعا حيويا فريدا. وحذرالقلطي من انتشار إطلاق الألعاب النارية غير المقنن الذي تسبب في الماضي في حدوث العديد من الحرائق في نطاق الغابات والمراعي. وأضاف قائلاً: كما ساهمت العوامل البشرية السابقة في فقد الغابات لقيمتها السياحية، مشيراً إلى أن ما نسبته 92 % من الحرائق وقعت بأسباب بشرية في منطقتي الباحة وعسير، وأن الغابات في المملكة تغطي مليوني هكتار. وطالب القلطي بتوجيه مجمل النشاط البشري إلى الشرق من المنطقة بعيدا عن الغابات وفتح المخططات السكنية شرق الباحة وبلجرشي والمندق والقرى وتعويض من يمتلك أرضا في نطاق الغابات بأرض بديلة في تلك المخططات وتكثيف المراقبة وتطبيق العقوبات على المتسببين في حدوث تلك الحرائق، ونشرالوعي بأهمية الحفاظ على الغابات بصورة خاصة والبيئة بشكل عام لكافة شرائح المجتمع عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وأئمة المساجد، إضافة إلي العمل على إنشاء مركز متطورلأبحاث الغابات في المنطقة يعمل على جمع البيانات والمعلومات وتقديم أنسب الحلول العاجلة لتساهم في حماية ثروة من ثروات الوطن الغالي.

وأكد رئيس المجلس البلدي بالباحة عبد الناصر الكرت على أهمية المحافظة على البيئة من التلوث وخاصة المتنزهات والغابات للمحافظة على الغطاء النباتي والأشجار، مشيراً إلى أن الغابات ملك للمواطن وملك للمنطقة ولا يجب أن يتصرف فيها أحد بأي حال من الأحوال، وهي ثروة إذا أحسنا استغلالها.

وأشارالناطق الإعلامي للدفاع المدني بالباحة الرائد جمعان بن دايس الغامدي إلى حدوث 4 حرائق للغابات خلال 9أشهر، وكلها في محافظة المندق، فاندلع حريق في غابة الخلاب مساحته( 100×500م)، وآخر في مجموعه أشجار وأعشاب مساحته( 300×500 )، إضافة إلى حريقين آخرين في مواقع مختلفة وشارك في إخمادها أكثر من 150 ضابطا وفردا. وأوضح أن هناك خطة خاصة بحرائق الغابات تتضمن وضع فرضيات يُتطلب من خلالها تدخل الدفاع المدني مثل نشوب حرائق في الغابات، والأماكن كثيفة الأشجار، والحشائش خصوصاً خلال موسم الصيف، مؤكداً أن مديرية الدفاع المدني تكثف دوريات السلامة، إلى جانب وضع لوحات إرشادية في الأماكن المناسبة وتوزيع العديد من النشرات والمطبوعات التي تحتوي على تعليمات السلامة في الغابات وأماكن التنزه لنشر الوعي الوقائي وإرشاد المصطافين، وكذلك منع استخدام الألعاب النارية في الغابات والإبلاغ عن أي ملاحظة في هذا الشأن كونها تشكل خطورة على تلك الغابات. وأشارالغامدي إلى أن هناك فرقا مستحدثة بالغابات مجهزة بكافة التجهيزات الآلية والفنية مرابطة على مدارالأربع وعشرين ساعة تضم فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف ودوريات السلامة في كل من “غابة رغدان، وغابة الأمير مشاري، وغابة القمع“.