على الرغم من المجهود الذي تبذله حكومتنا الرشيدة في توعية المواطنين بأضرار التستر على الوطن والمواطنين، فإنه وللأسف ما زال هناك من يجهل أو يتجاهل الأضرار الكبيرة من هذا التستر على الاقتصاد والأمن، وما يترتب عليه من أضرار على وطننا الغالي، حيث إن «الكعكة الكبيرة» تسافر خارج أرض الوطن، ولا يستفيد المتستر سوي الفتات الذي يفرح به، بينما أموالنا تنعش اقتصادات دول أخرى بسواعد أبنائنا المتسترين.

حديث الأرقام لا يكذب، فالإحصائيات التي أعلنها البنك السعودي المركزي تخبرنا بحجم الكارثة التي يتسبب فيها أبناؤنا، ففي عام واحد بلغت التحويلات الخارجية 300 مليار ريال، وعلى الرغم من الحملات التوعوية من وزارة الداخلية والتجارة والعمل، فإن هذا الرقم يدل على أن التستر أصبح سرطانا منتشرا، ويجب محاربته واستئصاله من خلال تكاتف أبناء الوطن مع الجهود المبذولة من الدولة، حتى نقضي على آخر متستر خائن لوطنه، لتعود هذه الأموال إلى دائرة الوطن، وتكون رافدا من روافد اقتصاده، وتنعكس إيجابيا على رفاهية المواطن وتحسين معيشته.