أصبحت مسحات كورونا أمرا احترازيا في العديد من المنشآت الطبية قبل بعض الإجراءات الطبية مثل العمليات الجراحية، وحتى العمليات الخاصة بالأطفال، حيث كشفت المسحات التي تجرى للأطفال عن عدد ليس بالقليل ممن اُكتشف لديهم -من الأطفال أو ذويهم- فيروس كورونا دون أعراض، وعن ذلك قال استشاري المسالك البولية للأطفال وجراحة المناظير و(الروبوت) الدكتور فهد اليامي: بدأت العديد من المستشفيات القيام بمسحات كورونا للأطفال -وذويهم- ممن لديهم عمليات مجدولة كإجراء احترازي وقد وُجدت نسبة -ليست بقليلة- ممن كانوا مصابين بكورونا دون أعراض سواء من الأطفال والرضع وذويهم.

الأطفال نواقل

أكد اليامي في حال جاءت النتيجة إيجابية للطفل فيتم إلغاء العملية /الإجراء إلا في حال أنه كان إجراء مستعجل/طارئ يتم عمل العملية ونحوها تحت إجراءات احترازية مشددة، وتابع اليامي يعتبر الأطفال ناقلين حيث إن الأعراض لا تظهر عليهم فيقومون بنقل المرض للعديد من الأشخاص بالذات أن الكثير يقومون بحمل الأطفال وتقبيلهم، وهذا يساهم في نقل العدوى بشكل كبير، ولهذا تأجلت هذا العام مسألة العودة لمقاعد الدراسة حيث إن الأطفال قد ينقلون العدوى لأهاليهم ومن ثم لباقي أفراد المجتمع.

عدم ظهور أعراض

وحول عدم ظهور أعراض عند الأطفال أو ظهورها بشكل خفيف وعلاقة ذلك بجهازهم المناعي أوضح أستاذ علم الفيروسات السريري المساعد بجامعة نجران الدكتور أحمد الشهري، أن أغلب الأطفال المصابين بكوفيد- 19 تظهر عليهم أعراض خفيفة، ومن النادر التعرض لحالات مرضية خطيرة حسب ما تم رصده خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، وبعض الآراء العلمية تشير إلى أن قلة المستقبلات الخاصة بفيروس كورونا (ACE2) على سطح خلايا الجسم وعدم اكتمال وظيفتها لدى الأطفال مقارنة بوفرة هذه المستقبلات لدى البالغين والكبار ربما يلعب دورا كبيرا في عدم وجود بيئة مناسبة تسمح لتكاثر الفيروس بفعالية لدى الأطفال، ونتيجة لذلك لا يتعرضون لأعراض مرضية خطيرة مهددة للحياة. تظل تلك الآراء غير مكتملة في الوقت الراهن وبحاجة لمزيد من الإثبات.

تابع الشهري، وفي ظل التميز المناعي الذي يحظى به الأطفال وفي عدم توافر لقاح لتحصين الأطفال ضد فيروس كورونا المستجد فإن تعزيز المناعة الطبيعية لديهم يعتبر عاملا وقائيا مهما سيساعد في إدارة الأزمة الصحية الراهنة على نحو أفضل.

تمتع الأطفال بجهاز مناعي سريع الاستجابة

إنتاج أجسام مضادة متنوعة ذات تفاعل واسع النطاق لم يتم تكوينها وتشكيلها سابقا ضد عدوى شائعة بين البشر.

سرعة تكوين الأجسام المضادة بصورة طبيعية عند إصابة الجسم بميكروب جديد خصوصا الجسم المضاد IgM ودوره في تحفيز بقية مكونات الجهاز المناعي.

سرعة تفاعل وتكيف خلايا الذاكرة المناعية البائية (CD27 dull) لدى الأطفال عند التعامل مع ميكروب جديد على البشر مقارنة بالخلايا نفسها لدى الكبار، والتي تتعامل مع عدوى معروفة مسبقا.