مع دخول شهر شعبان من كل عام، نسمع أصوات بعض مستفيدي الجمعيات الخيرية المتذمرين بسبب تأخير صرف وتوزيع السِّلال الغذائية الرمضانية، وخاصة في بعض المحافظات، حيث إن البعض يفيد بأن تلك السِّلال لا تصرف إلا بعد دخول شهر رمضان، والبعض الآخر يتذمر بسبب انتهاء الكميات قبل الحصول على نصيبه منها، رغم اعتماد الأسرة مسبقاً لدى إدارة الجمعية منذ سنوات واستكمالهم كل متطلبات التحديث السنوي.

لا أحد ينكر الدعم الحكومي السخي الذي تحظى به الجمعيات الخيرية في المملكة، ولكن يجب على الجمعيات الخيرية العمل بكل شفافية ووضوح، وابتكار أساليب وطرق لزيادة مواردها المالية التي تساعدها على الاستدامة وخدمة مستفيديها كافة، كما يجب على الجمعيات الخيرية الاستعداد مبكراً لجمع مواردها المالية وطاقاتها البشرية لتجهيز المعونات الغذائية والمادية، مع ضمان التوزيع العادل والشامل لكل المستفيدين المعتمدين لديها في الوقت المناسب قبل دخول شهر رمضان؛ حتى لا يضطر المحتاج لطلب المساعدة من أحد لشراء المواد الغذائية الرمضانية، ولا سيما أن البعض يعاني هذا العام تحديداً تأثيرات وتبعات جائحة كورونا.

ختاماً؛ ماذا لو استبدلت هذه الجمعيات المواد الغذائية بمبالغ مالية؟ فالمحتاج أدرى بما يحتاجه، وبعض الناس قد تتكدس عندهم المواد الاستهلاكية بكميات كبيرة حتى تنتهي صلاحيتها، لذلك أعتقد أن جعل السِّلال مساعدات مالية مباشرة فإن فائدتها أكثر، ويستطيع المستفيد أن يصرف المبلغ النقدي حسب نوع الاحتياج المناسب له ولأفراد أسرته، ولا ننسى بذلك الأسر المتعففة التي لو شعرت أنها ستموت جوعاً لن تطرق باب أحد للسؤال.. لذا علينا أن نبحث عن هؤلاء ونسد حاجتهم بما نستطيع.