وفـي دراسـة علـى أحد المبانـي وجدنا أن نسـبة 66% مـن الطاقـة الكهربائية المسـتهلكة فـي الصيـف تذهـب لتبريـد المبنـى، أي أن معظـم هـذه الطاقـة تذهــب للتخلــص مــن الحــرارة المكتســبة مــن الجــدران والأســقف، ومــن هنـا تنبـع أهمية العـزل الحـراري، إذ إنه يلعـب دوراً كبيـراً فـي تخفيـض اســتهلاك الطاقــة الكهربائية المســتخدمة فــي أغراض التكييــف، وذلــك بالحـد مـن تسـرب الحـرارة خـلال الجـدران والأسـقف، وهـذا بـدوره يؤدي إلـى وفـر كبيـر.
مزايا العزل الحراري
تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية، حيث يحد من تسـرب الحــرارة التي تؤدي إلــى الحاجــة إلــى أجهــزة تكييــف ذات ســعات وقــدرات أقـل، وحيـث إن أسـعار أجهـزة التكييـف ترتفـع بحسـب ارتفـاع قدراتهـا، فـإن اسـتخدام العـزل الحـراري يـؤدي بالتالـي إلـى خفـض تكلفـة شـراء معـدات التكييـف وتقليـل رسـوم التوصيـل الكهربائيـة. كما يسـاهم تطبيـق اسـتخدام العـزل الحـراري فـي تخفيـض الطاقـة الكهربائيـة المسـتهلكة فـي أجهـزة التكييـف بمعـدلات كبيـرة تتـراوح مـا بيـن 40-30% إذا طبــق علــى أســاس علمــي وتقنــي ســليم، حيــث يعمــل العــزل الحــراري علـى الحـد مـن تسـرب الحـرارة عبـر الجـدران، وأسـقف السـطح والتـي تمثـل نحو 65% مـن الحمـل الحـراري للمبنـى المـراد إراحتـه بأجهـزة التكييـف، ممــا يــؤدي إلــى تقليــل فتــرات تشــغيل الضاغــط (الكمبروســور) بالمكيــف، وبالتالــي تقليــل الاســتهلاك، كمــا ينتــج عــن ذلــك إطالــة عمــر أجهــزة التكييــف وتقليــل نفقــات الصيانــة.
ويعمـل العـزل الحـراري علـى حمايـة مـواد إنشـاء المبنى مـن تغيـرات الطقس الخارجيـة التـي تحـدث نتيجـة للفـروق الكبيـرة فـي درجـات الحـرارة خـلال ســاعات اليــوم، وتــؤدي إلــى حــدوث إجهــادات حراريــة مســتمرة علــى مــواد البنـاء وحـدوث تصدعـات وشـروخ فيهـا.
كما تتأثـر المبانـي غيـر المعزولـة سـريعاً ومباشـرة بدرجـات الحـرارة الخارجيـة ممـا يجعـل الحـرارة داخـل المبنـى غيـر ثابتـة، وبالتالـي تتأثـر مـواد الأثاث وتتفــكك إذا لــم يتوفــر تكييــف مناســب، ويلجــأ البعــض إلــى تــرك أجهــزة التكييــف فــي حالــة تشــغيل مســتمر أثنــاء مغادرتهــم المنــازل لفتــرات طويلـة الإجازات مثلا، للمحافظـة علـى سلامة الأثاث ممـا يعنـي إهـدار طاقــة بـدون مبــرر.
ويسـاعد تركيـب العـزل الحـراري فـي المبانـي علـى رفع مسـتوى الراحة بسـبب ثبـات الحـرارة طـوال العـام داخـل المبنـى، وحيـث إن العـزل الحـراري يجعـل مـن الهـواء داخـل المبنـى بـدون تكييـف مقبـولا نسـبيا، حتـى فـي أشـد أيام الصيف حرا، إذ إن مــواد العــزل الحــراري تحــد مــن تســرب الحــرارة لداخــل المبنــى، وتكــون درجــة حــرارة الهــواء الداخلــي قريبــة نســبيا مــن الدرجــة المريحــة للإنســان، والتــي تكــون مــن 25 إلــى 27 درجــة سلســيوس ممــا يخفــف مــن معانــاة مســتخدم المبنــى مــن شــد الحــرارة الخارجيــة، ويقلــل فتــرات تشــغيل أجهــزة التكييــف، بعكــس المبنــى غيــر المعــزول، حيــث تكـون درجـة حـرارة الهـواء بالداخـل قريبـة مـن مسـتوى الدرجـة الخارجيـة، ممـا يجعـل الفـرق بينهمـا وبيـن الدرجـة المريحـة المطلوبـة كبيـرا علـى ذلـك عـدم الشـعور بالراحـة، وبالتالـي الحاجـة الماسـة لتشـغيل أجهـزة التكييــف فتــرات طويلــة، للوصــول لهــذه الدرجــة المريحــة.
تتمتــع عــوازل الحــرارة بقــدرات متفاوتــة علــى مقاومــة الحريــق، فبعــض العــوازل الحراريــة تقــاوم ارتفــاع درجــات الحــرارة مثــل الصــوف الصخــري والصــوف الزجاجــي والبيرلايت، والبعــض الآخر مــن العــوازل ينصهــر أو يحتــرق أو يخــرج دخانــا عنــد درجــات حــرارة معينــة مثــل البوليســترين والبولــي يوريثيــن. وينتــج عــن ذلــك تخفيــض الضغــط علــى وحــدات التوليــد وشــبكات النقــل والتوزيــع ممــا يــؤدي إلــى تقليــل تشــغيل التكييــف أثنــاء ســاعات الــذروة.
ومــن المعــروف أن اســتخدام الوســائل الميكانيكيــة للتكيـيـف يســاعد علــى انبعــاث الغــازات الضــارة بالبيئــة، مثــل ثانــي أكســيد الكربــون وأكســيد النيتروجيــن التــي تنتــج عــن احتــراق الطاقــة اللازمــة لتشــغيل أجهــزة التكييــف ويمكــن تقليلهــا بشــكل كبيــر باســتخدام عــوازل الحــرارة.