أقام أهالي قرية وطن آل ذم سودة أول صلاة في مسجد القرية الأثري بعد انقطاع دام ما يقارب 70 سنة تقريبًا، بعد اندثار القرية وهجرة أهلها، وتناولوا وجبة الإفطار في أول يوم في رمضان بحضور كبار السن والأطفال في أجواء روحانية تعيدهم إلى ذكريات الآباء والأجداد.

600 سنة

يقول الأهل، إن القرية يعود عمرها إلى أكثر من 600 سنة تقريبا، حيث تقع في مركز حسوة بمحافظة رجال ألمع، ويسكن القرية عشيرة آل ذم سودة من قبيلة قيس بن مسعود.

ويقول المهندس يوسف غالبي، وهو أحد أبناء القرية وصاحب الفكرة: تتكون القرية من 12 حصنا وكل حصن يتكون من 3 أدوار كلها مبنية بالحجر، تحتوي أيضا على قلعة حربية لحماية القرية قديما، وتحتوي على المسجد الأثري، وكان يستخدم أيضا في تعليم حروف اللغة العربية وقراءة القرآن وعلوم السنة النبوية.

إعادة ترميم

وأضاف الغالبي: بعد جمع أهل القرية بحكم أن هناك العديد من الأسر تمتلك القرية، اتفقنا على إعادة ترميمها وإعمارها، وأخذ منا العمل ما يقارب السنة حتى أعدنا ترميم المسجد وبعض الحصون بالنمط القديم، وشارك أهالي القرية والقرى المجاورة في حمل «المعدل» الذي يوضع فوق المنازل قديماً، ودخلت القرية ضمن نشامى عسير وحققت المركز الأول على مستوى منطقة عسير في مبادرة شامخات، وتفاعل معها عدد كبير من الشباب والزوار.

وجبة إفطار

حسب ما ذكر العم محمد سعد آل معوض، أن آخر من شهد الصلاة في المسجد والتعلم في «معلامتها» القديمة منذ 70 عاما كان هو وجاره العم محمد يحيى فطيس، وأقيمت أمس صلاة المغرب في أول يوم في رمضان شارك فيها أهالي القرية وتناولوا وجبة الإفطار وفق الإجراءات الاحترازية والوقائية.

وعاد العم سعد لأيام الطفولة والشباب في القرية فيقول «كان إفطار الصائم طيلة شهر رمضان من وقف قام به أهالي القرية، وكانت لدينا غرفة تسمى (المنزلة) وهي خاصة بالضيف تكون له ولضيافته طيلة بقائه في أجواء رمضانية مفعمة بالروحانية والترابط والتلاحم بين أهالي وطن آل ذم سودة.

إرث عريق

عندما انطلق أول أذان من المسجد بعد ما يقارب الـ70 عاما تجمع كبار السن وحولهم الأبناء والأحفاد وكأن لسان حالهم يقول (الحمد لله الذي أحيانا إلى هذا الموقف)، مشهد للتاريخ يسطر بهمة أبناء القرية الذين أعادوا تشييدها لتكون محط أنظار الجميع لما تزخر به من إرث عريق.

وجهة سياحية

يقول المهندس يوسف غالبي «الطموح كبير والهمة ما زالت عالية، فقرية وطن آل ذم سودة ضاربة في عمق التاريخ، تستحق أن تكون وجهة سياحية لمركز حسوة.