عادات وتقاليد الإسراف في الأكل ومتابعة التلفاز ووسائل التواصل في رمضان ظاهرة تزداد وتتنوع حتى وصلنا إلى ما نحن عليه للأسف من ضياع الوقت وخسارة الروحانية والطمأنينة والخشوع والدعاء عند البعض.

في الماضي كان رمضان معظمه عبادة وروحانية، والإفطارعلي السنة وحسب الأحوال المعيشية، تمر وماء ولبن وقهوة، وما توفر حسب الإمكانات من أرز ولحم. أما الحال الآن على موائد الإفطار، فتنوع وتلون وتشكل، حتى وصل لمراحل إسراف وتبذير، وذلك من خلال قائمة الطعام التي أرهقت ميزانية الأب وصرفت الأم عن التعبد، وسببت الأمراض الجسدية والنفسية، وقللت من روحانية هذا الشهر الكريم.

يطول الكلام عن ظاهرة الإسراف في إفطار صائم، التي خرجت عن أجرها وهدفها، لتصل لمرحلة البوفيه وكميات اللحم والأرز وأنواع العصائر والحلويات في معظم المساجد، وفي خيام مخصصة حتى زادت عن الحاجة أضعافا، وهذا يصل لمرحلة التبذير والإسراف.

رمضان ليس أكلا ومسلسلات، ونوما وخسائر وتسوقا، رمضان صيام وعبادة وقراءة القرآن، وتعبد وتهجد ودعاء، وكسب الدعاء في ليلة القدر. فلنفكّر ونراجع أنفسنا، ونستغل أوقات هذا الشهر الكريم في العبادة، ونجعل الأكل والشرب آخر اهتمامنا، لنكسب الأجر والصحة والتوفير والرضى. ركزوا على العبادة وقراءة القرآن، وقللوا من متابعة المسلسلات والمسابقات التي تتنافس علي عرضها عشرات المحطات الفضائية، كذلك اعزموا علي وقف أو التقليل من وسائل التواصل الاجتماعية الإلكترونية التي بدورها تسرق الوقت، وتلهيكم عن العبادة في هذا الشهر الكريم.

والحذر ثم الحذر من تصوير موائد إفطاركم، ونشرها عبر وسائل التواصل، فهناك الفقير والمحتاج والمريض والمحروم داخل بلدكم وخارجه، وليس هناك أي داع لذلك سوي الهياط والمباهاة والاستعراض الذي سيعود عليكم بتبعات الحسد والعين - لا قدر الله.

كل ما ذكرت معروف لدى الجميع، لكن القصد من ذلك التذكير والتفكير، واتخاذ القرارات المناسبة المفيدة البسيطة التي بدورها تزيد من أوقات الذكر والعبادة والدعاء وقراءة القرآن، وتعكس الصحة والعافية على أجسادنا مع الابتعاد عن الإسراف والتبذير.

اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامنا فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ، وَقِيامنا فِيهِ قِيامَ القائِمينَ، وَنَبَّهْنَا فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ.