أكد استشاري الطب النفسي للبالغين والاضطرابات الذهانية بمستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض الدكتور أحمد حسب الرسول أن العنف البدني الموجه للمرضى النفسيين عموما، والفصام خصوصا، يزيد بأضعاف على حوادث العنف التي تحدث من قبل المرضى أنفسهم، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المختلفة درجت على المبالغة في تصوير الأخطار التي يمثلها المرضى النفسيون على المجتمع.

دراسات مثبتة

يقول الدكتور أحمد حسب الرسول: «بينما تثبت البحوث زيادة في حوادث العنف المرتكبة بواسطة مرضى الفصام مقارنة بغيرهم من غير المرضى، ولا سيما عند اقتران الفصام بعدم الانتظام على الأدوية وتعاطي المواد المؤثرة، فإن الدراسات أظهرت ارتفاعا في نسبة الجرائم التي يكون ضحيتها من المصابين بأمراض نفسية وخيمة مقارنة بغير المصابين بما يقارب الثلاثة أضعاف، وتصل نسبة الاعتداء البدني على المرضى في بعض الدول لخمسة أضعاف نسب الاعتداءات التي يكون ضحيتها من غير المرضى». وتشير دراسة سويدية منشورة إلى أن خطر الوفاة قتلا للمرضى النفسيين عموما يقارب الخمسة أضعاف عند نظرائهم من غير المرضى، ويقارب الضعفين عند مرضى الفصام، وهذه الدراسات، وإن كانت قد أجريت في مجتمعات مختلفة عن مجتمع المملكة، فإنها، وفي ظل غياب الدراسات المحلية، تعطي مؤشرات مفيدة عن حجم المشكلة وتداعياتها.

العجز المرضي

بين «حسب الرسول» أن الأمراض النفسية عموما سبب رئيسي للعجز لعمر ما بين 14 - 24، حيث تمثل 55 % من مجموع عبء المرض في فئة الشباب. وحسب تقدير منظمة الصحة العالمية، فإن الاضطرابات الذهانية تأتي في المرتبة الثالثة في ترتيب أسباب العجز المرضي المصنفة قبل الشلل النصفي وحالات فقد البصر. ويضيف: معدل حدوث الاضطرابات الذهانية 3.48 % في وقت ما من حياة الإنسان، وأكثرها شيوعا اضطراب الفصام بنسبة حدوث 1 %، وعليه يمكن تقدير عدد مرضى الفصام بالمملكة بـ307703، وهو عدد مقدر لفئة ضعيفة من المرضى تحتاج لمزيد من الرعاية والاهتمام من الجميع.

أخطار مصاحبة

يلفت د. أحمد إلى بعض الأخطار المصاحبة لاضطراب الفصام وفقا للبحوث والدراسات، منها: الانتحار، حيث تراود 22 % من مرضى الذهان في نوبته الأولى أفكار انتحارية، وتصل نسبة المحاولات الخطيرة إلى 10 % من الحالات في النوبة الأولى فقط، بينما تقدر البحوث خطر الوفاة بواسطة الانتحار عند مرضى الفصام

بـ5 %، موضحا أن هناك علاقة طردية بين طول فترة الذهان غير المعالج من جهة وشدة الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار من جهة أخرى.

تزيد نسب الانتحار عند مرضى الفصام من الذكور

- مستوى تعليمي مرتفع

- وجود هلاوس وتهيؤات

- حدوث أعراض اكتئاب مصاحبة

- تاريخ انتحار في الأسرة

- مستوى الوظائف الإدراكية التنفيذية

- تعاطي المواد المؤثرة