مع حلول شهر رمضان اعتاد المواطن والمقيم في المملكة، خاصة الحجازيون بمنطقة مكة المكرمة على الاحتفال بقدوم الشهر، ولعل أبرز تلك المظاهر انتشار البسطات الرمضانية التي تشعرهم بأجواء الشهر الكريم حين تتعالى أصوات البائعين وتتصاعد روائح المأكولات الحجازية كاللقيمات والسنبوسة والمنتو والبليلة، ومع وجود جائحة كورونا تغيرت هذه الأجواء الرمضانية خاصة في منطقتي البلد وجدة القديمة.

نكهة مختلفة

أكد محمد الغامدي صاحب بسطة بليلة منذ اكثر من 3 أعوام مضت قبل جائحة كورونا يقول إن لغياب البسطات الرمضانية أثر كبير على أصحابها الذين تعودوا على تلك البسطات في تجمع واستقبال الزوار لمنطقة البلد إذ تضفي أجواء رمضانية خاصة في التنافس الشريف بين أصحاب البسطات واستقبال الزائرين بالأغاني الرمضانية التي تعطي الأجواء نكهة مختلفة، وعدم وجود البسطات جعل الكثير يفقد جزء من الدخل الذي كان يعتمد عليه منها.

أجواء غائبة

وأشار عبد الرحمن أمين صاحب بسطة كبدة أن الأجواء الرمضانية مع غياب البسطات أصبحت مختلفة تمامًا حيث من يزور منطقة البلد لا يشعر بتلك الأجواء كما في السابق إذ كانت تضفي متعة ونكهة رمضانية خاصة، ومع إلغاء البسطات أصبحنا نبيع الكبدة بالاتفاق مع المطاعم الشعبية ففي رمضان الماضي عملت بمطعم شعبي في طهي الكبدة وبيعها عن طريق المطعم ولكنها لم تكن مثل البسطات التي تضفي الفرح على المرتادين لها في منطقة البلد.

تراث أصيل

طالبت المستشارة الدكتورة وداد أحمد باصبرين بأن تعود البسطات الرمضانية بالاحترازات الوقائية ومعاملتها كالمطاعم من حيث متابعة مدى الالتزام بهذه الاحترازات والتأكد من خلو القائمين عليها من الأمراض وأخذ اللقاح والكشف الصحي للبائعين مع وجود التباعد الآمن.

وقالت باصبرين لـ«الوطن»: ظاهرة البسطات الرمضانية ظاهرة جميلة وهي تبعث الروحانية والاشتياق لاستقبال شهر رمضان الكريم، وتميزت بها كل الشعوب الإسلامية ولها طعم خاص في مملكتنا خاصة منطقة الحجاز وما حولها حيث تتمتع منطقة مكة المكرمة بالسياحة والتراث الأصيل فهي ملتقى كل الشعوب الإسلامية بما فيها من مزج حضاري، وفي الآونة الأخيرة أصبحت هناك تراخيص للبسطات الرمضانية، ولكن بسبب جائحة كورونا صدرت أوامر احترازية للوقاية من الوباء وللحفاظ على الصحة العامة لكل من المواطن والمقيم، وتم إيقاف هذه البسطات حتى تزول الجائحة.

تفاعل وتواصل

وأوضح المختص بعلم النفس السيبراني الدكتور يوسف السلمي أن التقنية أصبحت جزء لا يتجزأ من التعليم والتسوق والترفيه، وكذلك عامل مهم في التفاعل والتواصل بين أفراد المجتمع، وهذا الدور الفاعل للفضاء السيبراني في عملية التفاعل الاجتماعي بلغ ذروته مع جائحة كورونا حيث كانت التقنية البديل الأمثل في ظل تطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي للحفاظ على صحة أفراد المجتمع ومنع انتشار وانتقال العدوى، ولكن هذا لا يعني أن التقنية هي البديل في عملية التعليم والترفيه والتسوق والتواصل الاجتماعي ولكن ظروف الجائحة هي من فرض هذا الأسلوب وهذا النظام في حياتنا.

خصائص رمضانية مع الجائحة

وسائل التواصل الاجتماعي حاضرة بقوة

التواصل عبر العالم الافتراضي

كبار السن والأطفال

كبار السن

لا يجيدون التفاعل

عبر وسائل التواصل

يشعرون بالعزلة الاجتماعية والغربة في زمن كورونا

الأطفال

الفئات الأكثر تضررًا

التفاعل الاجتماعي مهم في عملية النمو وتعلم المهارات