يعد مرض الزهايمر من الأمراض التي تواجه كثيرا من الناس حول العالم، حيث يقدر المصابون بهذا المرض حول العالم بنحو 44 مليون شخص، منهم أكثر من 5 ملايين مصاب في الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب منظمة الزهايمر في أمريكا، فإن العالم سيحتاج إلى 1 تريليون دولار أمريكي، لتقديم الرعاية لمرضى الزهايمر بحلول 2050.

يدرك الجميع أنه لا يوجد حالياً أي دواء لهذا المرض، بل إن الأبحاث ما زالت تدرس مسبباته، وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدم، إلا أن هذا المرض وعدد من الأمراض والأوبئة «مثل فيروس كورونا COVID-19» لا تملك البشرية إلا التعايش معها، إلى أن تقضي عليها تماماً.

أثبتت الدراسات أن التنبؤ المبكر، باحتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، قد يساهم في تأخير بدئه، وذلك بتقديم الرعاية اللازمة، وقد كان للذكاء الاصطناعي مساهمة في هذا المجال، ولكن هذه المرة ليس عن طريق تركيب مجسات، أو حساسات على الرأس، لمراقبة الخلايا العصبية، ولكن عن طريق تحليل المفردات التي يستخدمها المرء في حديثه.

رئيس كرسي توماس هاتريك «Thomas Hattrick» للأبحاث بمعهد ستيفينز للتكنولوجيا «Stevens Institute of Technology» البروفيسور راجاراثنام تشاندرامولي «Rajarathnam Chandramouli» وبالتعاون مع البروفيسورة كودوفيور سوبالاكشمي «Koduvayur Subbalakshmi» وعدد من طلابهم، قاموا ببحث إمكانية الاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر، وذلك بدراسة حالة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان «Ronald Reagan»، حيث قام الباحثون بتحليل جميع خطاباته، التي ألقاها منذ عام 1980 إلى 1989، وذلك باستخدام أنظمة تعلم الآلة.

الطريقة التي اتبعها فريق البروفيسور راجاراثنام، تعتمد على اكتشافات مؤشرات حيوية من خلال المفردات، التي يستخدمها المحتمل إصابته، حيث قام الفريق باستخدام خوارزمية يطلق عليها «t-SNE» وهي خوارزمية تساعد في رسم وإظهار تصور للبيانات، على شكل نقاط مرتبطة ببعضها بعضا، وتتميز هذه الخوارزمية بإمكانية تسهيل تمثيل هذه النقاط، ورسم العلاقات بينها، بحيث يمكن تمثيل البيانات الشديدة التعقيد بشكل ميسر ومبسط.

تعتمد نظرية الباحثين على تحويل المفردات، التي يستخدمها الشخص إلى نقاط لها علاقات لغوية ببعض، ومن ثم البحث عن النقاط الأكثر تعقيداً، وبعد قيام الخوارزمية بتبسيطها، من خلال الرسم البياني، فإن تلك النقاط هي ما قد يحتوي على معلومات، قد تساهم في التنبؤ باحتمالية الإصابة بالزهايمر.

توصل الباحثون إلى أن تحليل المفردات والكلمات، التي يستخدمها المرء قد تساهم في التنبؤ المبكر بمرض الزهايمر، وفي حالة الرئيس الأسبق ريجان فإن الباحثين ذكروا أن الذكاء الاصطناعي، يقترح أن بوادر الإصابة بالزهايمر قد بدأت لديه بين عامي 1983 و1987.