أوضح الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة الدكتور قطب مصطفی سانو، في بيان للمجمع، أنه يجوز للصائم شرعا أخذ اللقاحات المتاحة ضد كوفید-19 في نهار شهر رمضان المبارك، ولا تأثير لذلك على صيامه البتة، ذلك لأن الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية غير المغذية لا تعتبر من مفطرات الصوم اتفاقا، وقد سبق أن أصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي قراره (رقم: 93 (10/1) في دورة مؤتمره العاشر بجدة بالمملكة العربية السعودية عام 1418هـ، بشأن المفطرات في مجال التداوي، وهذا نص القرار: «لا تعتبر من المفطرات: الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية، باستثناء السوائل والحقن المغذية».

أما في ما يخص حكم الشرع في الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية الخاصة بقاصدي الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان المعظم، أكد المجمع أن الإجراءات الاحترازية والتوجيهات الصحية التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية، وألزمت بها عمار وزوار وقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف خلال هذا الشهر الفضيل، بما فيها وجوب الحصول على التطعيمات المطلوبة ضد کوفید-19، تعتبر أمرا مشروعا، ويجب على كل من قصد الحرمين الشريفين لعمرة، أو لصلاة، أو لزيارة أن يمتثل بها، وألا يخرج عليها البتة.

وذلك اعتبارا لكونها احترازات ضرورية، واحتياطات مصلحية معتبرة، قائمة على المحافظة على المقاصد الشرعية الضرورية التي لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، وعلى رأسها مقصد حفظ النفس. وقد سبق لمجمع الفقه الإسلامي الدولي أن أصدر بهذا الصدد قرارا يجيز لولي الأمر إلزام الناس بأخذ التحصينات الوقائية التي تعرف اليوم باللقاحات إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك، استنادا إلى القاعدة الشرعية المتفق عليها التي تقرر بأن «تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة»، وهذا نص ما جاء في قرار المجمع (رقم: 76 (7 / 5) في دورة مؤتمره السابع بجدة بالمملكة العربية السعودية عام 1412هـ، بشأن العلاج الطبي: «لولي الأمر الإلزام بالتداوي في بعض الأحوال، کالأمراض المعدية والتحصينات الوقائية».

وبناء عليه، فإنه يجب شرعا على جميع قاصدي الحرمين الشريفين خلال هذا الشهر الكريم أن يلتزموا بتلك التوجيهات السديدة، والاحترازات الحكيمة الهادفة إلى المحافظة على مقصد حفظ النفس، وبقية المقاصد الضرورية كمقصد حفظ الدين، ومقصد حفظ النسل، ومقصد حفظ العقل، ومقصد حفظ المال.

ويدعو مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى الالتزام التام بكافة التوجيهات الصحية الرصينة، والإرشادات الاحترازية المحكمة الصادرة من ولاة الأمر، ومن السلطات والجهات الصحية في دولهم ومجتمعاتهم أثناء ممارستهم شعائرهم الدينية من صلاة، أو صيام، أو توزيع للزكاة والتبرعات، أو إفطار للصائمين، كما يدعوهم جميعا إلى التعاون البناء، والتجاوب المسؤول مع السلطات والجهات الصحية من أجل مكافحة تفشي جائحة كوفید-19، والحد من انتشارها.