أثبتت الأبحاث العلمية جدوى استخدام الخلايا الجذعية في علاج العديد من الأمراض المستعصية، بينما أوضح استشاري تشخيص أمراض وأورام الدم والأمراض الوراثية ناشر آل سدران أنه من الممكن استخلاصها من دم الحبل السري للمواليد، الذي يحتوي على كميات منها لا بأس بها، ويمكن الاستفادة منها مستقبلا إما للشخص نفسه أو لأحد من أفراد أسرته أو أي شخص آخر تتطابق الخلايا مع صفاته الخلوية.

التخزين 20 عاما

بين الاستشاري «ناشر» أن دم الحبل السري غني بالخلايا الجذعية المنتجة للدم التي تشبه إلى حد كبير تلك الخلايا الموجودة في نخاع العظم، ووجد أيضا أن دم الحبل السري يحتوي على مكونات الدم الطبيعية نفسها، المتمثلة في كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، ونظرا لسهولة الحصول عليه وتجميعه وتخزينه، للاستخدام مستقبلا من أجل علاج العديد من الحالات، أصبح لزاما تجميعه وتخزينه حسب الأعراف الطبية بعد ولادة المولود، إذ يتبقى بعض الدم في المشيمة والأوعية الدموية المكونة لها، وأيضا الجزء المتبقي من الحبل، حيث يتم وضعه في أكياس معقمة مخصصة لهذا الغرض، ثم يودع في بنك دم الحبل السري، ويجري له العديد من الفحوص اللازمة والخاصة بالمنتج، وأيضا يتم فصل مكوناته، وتحديد صفاته الخلوية، وتسجيلها عبر برنامج مخصص لذلك، وعند اكتمال تلك الفحوص والتأكد من أنه مناسب للحفظ، يعطى رقما خاصا به، ويجمد بواسطة النيتروجين السائل عند درجة 150 درجة مئوية تحت الصفر، حيث يمكن تخرينه لمدة تريد على 20 عاما، وللعلم يجب أخذ موافقة الوالدين قبل تخزينه.

أوائل الدول

أكد الدكتور «ناشر» أن المملكة من أوائل الدول في العالم التي شرعت في إنشاء بنوك للحبل السري مطابقة للمواصفات والاشتراطات المحلية والدولية اللازمة لضمان وسلامة تلك الوحدات، وتوجد تلك البنوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض.

وللعلم، فإن تلك البنوك خاضعة للرقابة من الجهات الرقابية الوطنية، للتأكد من امتثالها للضوابط والإجراءات اللازمة لسلامة كل من الأم والجنين والمريض الذي سيتلقى الخلايا الجذعية.