تواصل إيران مخططها لتدمير لبنان كاملا بعد تنفيذ مشروعها التخريبي في اليمن والعراق وسورية مستعينة برافعتها الأساسية، وهي ميليشيا حزب الله حتى باتت العاصمة اللبنانية بيروت خاضعة للإرادة الإيرانية التي جعلت من لبنان بلدا فقيرا معزولا عن جيرانه والمجتمع الدولي، والأهم أنه منهار اقتصاديا على نسق باقي المدن التي خربتها إيران.

ومنذ نحو عام ونصف، لم تتجدد عقود صيانة الإنارة والطرقات وإشارات السير، وتبدو أزمة نفايات جديدة حاصلة حتما ما لم تتمكن البلدية من إيجاد حل مع شركة «رامكو» المتعهدة بإزالة النفايات.

مستعمرة إيرانية

في هذا السياق ترى الكاتبة الصحفية سوسن مهنا في تصريح خاص، أن إيران سيطرت على لبنان من خلال حزب الله، قائلة: «هذا الأمر ظاهر وعلني، وأكد عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقوله إنها تمدهم بالسلاح دون مقابل، لكن في الحقيقة يدفع لبنان فاتورة ذلك بتحوله إلى مستعمرة إيرانية، حيث تستقبلك الرايات والمجسمات الإيرانية وصور القادة الإيرانيين عند الخروج من مطار رفيق الحريري الدولي حتى تصل إلى بيروت، فيظن المسافر نفسه في مدينة إيرانية لا علاقة لها بلبنان.

لقد أخذ حزب الله لبنان إلى المحور الإيراني، لأنه يعمل لمصلحة إيران وليس من أجل لبنان، وجعله ممرا للأسلحة وتهريب الأدوية والمواد الغذائية إلى سورية، وهو ما أفقد لبنان قيمته ومكانته الدولية. مضيفة أن حزب الله لم يكتف بذلك، بل ورط لبنان في حروب إيران الخارجية تنفيذا لأوامر عمليات مقبلة من طهران، فجر لبنان إلى حروب في اليمن والعراق وغزة، حتى تم تفجير مرفأ بيروت بسبب شحنات الأمونيوم، أي أنهم نسفوا مدينة بأكملها من أجل مصلحة إيران».

بلد مفلس

لقد نجحت إيران في جعل لبنان ثاني أكبر بلد مفلس في العالم، وبات يتصدر مؤشرات الفساد العالمية، بعد أن سيطرت عليه ميليشيا حزب الله عبر حكومات متعاقبة منذ عام 2011، حينما أسقط فريق الثامن من مارس حكومة الرئيس سعد الحريري أثناء وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية، مرورا باحتلال وسط العاصمة بيروت وغيرها من الأحداث التي استخدمت فيها الميليشيا سلاحها ضد اللبنانيين، وقبضت على مقدرات الدولة، وأهدرت أموال المودعين في البنوك، وارتفعت معدلات البطالة بشكل غير مسبوق، لإخضاع لبنان بشكل تام للنفوذ الإيراني خلال ثلاثين عاما من العمل كي تتمد طهران إلى البحر المتوسط والخليج العربي والمحيط الهندي لبناء ما يعرف بالهلال الشيعي.

غارق في الظلام

حتى إشعار آخر، ستبقى أعمدة الإنارة في بيروت مطفأة ومشاريع الترميم معلقة والحفر تغزو الطرق، فلم تعد بلدية العاصمة ذات الموازنة الأكبر في البلاد بين البلديات تجذب المتعهدين مع استمرار دفع تكاليف المشاريع بالليرة اللبنانية الفاقدة القيمة.

ويقول مسؤول في البلدية مفضلا عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس، «ما من متعهد يريد العمل مع البلدية»، حيث تغرق شوارع بيروت في الظلام جراء تقنين تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان من جهة وأعمدة إنارة وأضواء أنفاق في انتظار صيانتها من جهة ثانية.

أزمة نفايات

في مناطق تضررت من انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس، الذي تسبب في مقتل أكثر من مئتي شخص وبدمار هائل في الأحياء القريبة، تبقى حركة الترميم بطيئة، ولم تتمكن البلدية التي وقعت عليها مهمة تلزيم مشاريع تدعيم البنى المتضررة، من إتمام المهمة. وظهرت أزمة نفايات جديدة ما لم تتمكن البلدية من إيجاد حل مع شركة «رامكو» المتعهدة إزالة النفايات.

ويقول المسؤول «لا يزال العقد ساريا مع الشركة، لكنها بين الحين والآخر تهدد بالإضراب وتعليق العمل، لأنها تريد تعديل السعر».

نظرا لأن قيمة العقد بالليرة اللبنانية كانت تعادل 14 مليون دولار سنويا، بحسب ما يقول رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لـ«فرانس برس»، لكنها تبلغ اليوم نحو مليوني دولار، وفق سعر السوق السوداء.