انتهى عام دراسي تمت دراسته بالكامل لجميع مراحل التعليم العام عن بُعد، بما فيها الاختبارات الفصلية والنهائية، وهذا بفضل الله ثم بفضل سواعد أبناء هذا البلد الذين قاموا على صناعة متطورة ومعقدة. «البرمجيات» تلخصت لنا في شاشة يجلس أمامها طلابنا وطالباتنا بالساعات، ولا نعرف القدر المهول الذي يحدث في خلفية ما يظهر على هذه الشاشة سوى أنها «منصة مدرستي»، ولكن من يغوص في هذا العالم يعلم مدى نجاح ما حدث ويحدث مقارنة بدول العالم. وعلى الرغم من أن وزارة التعليم قد أعلنت رسميا توجهها لأن يكون العام القادم حضوريا، فإنها قد أعلنت سابقا أن «مدرستي» وما يشابهها سيكون خيارا إستراتيجيا مستمرا حتى بعد انتهاء الجائحة كليا. وعلى الرغم من أنه مما جعل هذا الخيار أولوية في التفضيل على غيره هو مدى أمانه مقارنة بالخيارات الأخرى مثل ابتعاد أطفالنا عن مخاطر الشوارع والباصات والتنقل والراحة الذهنية والابتعاد عن التنمر أو غيره، فإنه ما زال على المسؤولين هناك الاستماع للمستفيد النهائي من هذه التقنية، وهم الشريحة الأكبر «الأمهات»، إذ تقول ليّ إحداهن إنه على الرغم من أنها فرحة جدا ببقاء أطفالها أمام عينيها طيلة اليوم، فإنها تعاني طيلة فترة جلوسهم على الأجهزة الإلكترونية، لمتابعة المنصة لساعات طويلة، من كثرة تنبيهها لهم بتعديل طريقة جلوسهم، لتكون جلسة صحيحة، وألا يحني أحد منهم رقبته فترة طويلة، وألا تكون إضاءة الشاشة مرتفعة أو منخفضة، بما يضر أعينهم، وألا يكون الجهاز موصولا بالشحن الكهربائي و..... و..... إلخ.

والسؤال هنا: أليس من الممكن والمهم حاليا، وبما أن منصة «مدرستي» قد وصلت إلى كل بيت تقريبا، وبدأ تجيد استخدامها نسبة من الطلاب لم نكن نحلم بربعها لولا «بركات جائحة كورونا»، أن تكون هذه المنصة أول خيار لمتابعة الصحة الجسدية والعقلية والنفسية لأطفالنا وطلابنا؟، أليس من الممكن إضافة خيار مؤقت بتكرار معين، لتبدأ رسالة تفاعلية على الشاشة في منتصف الحصة الدراسية أو في بدايتها بنص أشبه «ارفع رأسك إلى الأعلى ويمينا ويسارا ثم اضغط فعلت - ابتعد عن الشاشة بقدر 30 سم مثلا - اضبط سطوع الشاشة - اجلس جلسة صحيحة والجلوس الصحيح هكذا وهكذا»... إلخ من الإرشادات الصحية، ومن ثم تخرج نغمة فوز بجمع نقاط، ترصد له بخانة الاهتمام بالصحة الجسدية، ويمكن أن تكون خيارا مضافا عن طريق مراقبة كاميرا الجهاز حركات الوجه بعد أخذ الموافقة من خيار الخصوصية بالمنصة، فكلما تطورت التقنيات تطورت سهولة الحصول على الفائدة المرجوة.

وأليس من الممكن كذلك وضع أسئلة متوافقة مع المرحلة الدراسية عن بعض الجوانب النفسية للطالب، وتحال الإجابات لمركز متخصص في الوزارة مكون من أخصائيين نفسيين واجتماعيين يمكنهم أن يصلوا لهذا الطالب عن طريق هذه المنصة، خصوصا أن الأطفال والمراهقين يميلون أكثر للتحدث والفضفضة مع الآلة أحيانا أكثر من اللقاء المباشر مع الأخصائيين، خاصة إن كان هؤلاء الأخصائيون على قرب من أسرهم بالسكن أو غيره، حيث يميلون للتكتم أكثر عكس التواصل عن بُعد، تمهيدا للتواصل المباشر، وأضف لذلك إمكانية إجراء اختبارات النظر وعمى الألوان وضعف السمع، وغيرها من الإمكانات بالتعاون بين وزارتي التعليم والصحة أو حتى الوحدات الصحية التابعة للتعليم، ليتم تعديل مسمى المنصة لتكون «منصة مدرستي وصحتي».