كنت وما زلت مغرما مُولعا بحب اسم نبي الله صالح، عليه السلام، وأول غرامي به ضابط علمي ونحوي مشهور هو (صُنْ شَمْلَهْ)، وكل حرف من هذه الحروف الستة يبدأ به اسم نبي من أنبياء الله، عليهم السلام، مصروف أي: يدخله التنوين والجر، وبالمثال يتضح المقال: الصاد أول اسمِ نبي الله صالح، عليه السلام، وهو اسم مصروف، تقول: جاء صالح، ورأيت صالحًا، ومررت بصالحٍ، وذلك أن كل أسماء الأنبياء، عليهم السلام، ممنوعةٌ من الصرف عدا الأسماء المبدوءة بواحدٍ من الحروف الستة، فصالح ونوح وشعيب وشيث ومحمد ولوط وهود، كلها أسماء أنبياء مصروفة منصرفة.

واسم صالح اسم عربي محض ليس له أصل عبراني. وهو اسم لطيف رشيق حسن، جرس حروفه جميل، والجرس هو «الصوت والنغمة»، علاوة على أن الاتصاف بالصلاح مطلب شرعي ومنقبة ومحمدة، وحين يكون الواحد منا صالحًا وصفًا وحالًا فيا سعادته ويا سروره ويا لحبوره، ولا عجب فهو من المنعَم عليهم من الله تبارك وتعالى، قال عز من قائل سبحانه: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ‌وَحَسُنَ ‌أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا».

وحين تقصد معاجم اللسان العربي كالمصباح المنير مثلا تجد أن الصلاح معناه: الخير والصواب، وما أجملهما وأعذبهما، وعندما بحثت عن صفات من يحمل اسم صالح فإذا هي - والله شيء عُجاب، وسبحان الله الملك الوهّاب: مرهف الحس، ذو مشاعر جياشة، وقلب طيب، هادئ، محبوب، ذو حنكة ورؤية ثاقبة ووقار، يحب الخير للجميع، ولا يتأخر عن تقديم يد العون والمساعدة لمن يحتاجه، إلى صفاتٍ كثيرةٍ رائقةٍ.

وقد ورد صالح اسمًا في كتاب الله، عز وجل، تسع مرات، وورد في القرآن وصفًا ورودا كثيرا جدا، فهنيئا لكل صالح اسمًا ووصفًا، ووافر تحياتي لك يا صالح.