استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الأمريكي في أنقرة للاحتجاج على قرار الولايات المتحدة اعتبار ترحيل وقتل الأرمن خلال الإمبراطورية العثمانية بمثابة «إبادة جماعية».

التقى نائب وزير الخارجية سيدات أونال مع ديفيد ساترفيلد في وقت متأخر للتعبير عن إدانة أنقرة الشديدة. وقالت الوزارة «البيان ليس له أساس قانوني من حيث القانون الدولي، وأضر بالشعب التركي وفتح جرحا يصعب علاجه في علاقاتنا».

حيث نفذ الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدا في حملته الانتخابية بالاعتراف بالأحداث التي بدأت في عام 1915 وقتلت ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني عثماني على أنها إبادة جماعية، مضيفا أن الهدف ليس لإلقاء اللوم ولكن لضمان عدم تكرار ما حدث.


الجريمة الكبرى

أثار إعلان البيت الأبيض على الفور تصريحات إدانة من المسؤولين الأتراك، وترفض تركيا استخدام الكلمة، قائلة إن الأتراك والأرمن قتلوا في القتال في حقبة الحرب العالمية الأولى، ودعت إلى تشكيل لجنة مشتركة للتاريخ للتحقيق. لسنوات، تجنب الرؤساء الأمريكيون استخدام «الإبادة الجماعية» لوصف ما يسميه الأرمن Meds Yeghern، أو الجريمة الكبرى.

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تعاني فيه العلاقات التركية - الأمريكية من مجموعة من القضايا.

حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولي الدفاع الأتراك وطردت تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة بعد أن اشترى عضو الناتو نظام دفاع روسي الصنع S400. وتشعر أنقرة بالإحباط من دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد السوريين المرتبطين بتمرد خاضته تركيا منذ عقود.

وطالبت تركيا أيضا بتسليم فتح الله غولن، رجل الدين التركي المتهم بتدبير محاولة انقلاب دموية ضد حكومة أردوغان في عام 2016، حيث يعيش غولن في الولايات المتحدة وينفي تورطه.

وعود انتخابية

إعلان بايدن جاء في أعقاب قرار غير ملزم من مجلس الشيوخ الأمريكي تم تبنيه بالإجماع في عام 2019 يعترف بعمليات القتل على أنها إبادة جماعية.