تخوض اللقاحات التي تم اكتشافها وإنتاجها للوقاية من فيروس كورونا الذي تفشي عالميا منذ ديسمبر 2019، حربا ضاربة بهدف الثبات في وجه موجات التشكيك بكفاءتها والآثار الجانبية المتولدة عن تعاطيها، ومشاكل التوريد التي تضمن وصول كمياتها المتعاقد عليها في وقتها ومكانها المناسبين.

ويبدو الصراع الذي تدور رحاه كذلك بين الشركات المنتجة للقاحات حربا أخرى لا تقل ضراوة في محاولة إثبات أن البقاء للأقوى، الأمر الذي قلّص عدد اللقاحات المعتمدة منها إلى 14 لقاحا، فيما يخضع 30 لقاحا لمراحل تجارب وصلت محطتها الثالثة، وثمة 44 لقاحا آخر ما زالت في المرحلة الثانية، ومثلها ما تزال في المرحلة التجاربية الأولى.

مكون خاص

إحدى مشاكل اللقاحات الكبرى هي الحاجة إلى تصنيع ما يكفي من المكوّنات لضمان فعالية كلّ جرعة، وهنا يأتي دور المواد الكيميائية المُساعِدة، وتُضاف هذه المواد إلى اللقاح بهدف تعزيز الاستجابة المناعيّة للجسم، مما يعني الحاجة إلى قدرٍ أقلّ من المكوّن الفاعل، أي المستضد (المادة المضادة).

وقال منسّق مبادرة أبحاث اللقاحات في منظمة الصحة العالمية الدكتور مارتن هاول فريده، إن «هذه المسألة مهمّة للغاية أثناء وقوع جائحة حين يزيد الطلب وقد يؤدي إنتاج المستضدات إلى اختناق يعيق الإمداد».

سلسلة التبريد

آلية تبريد اللقاحات تعد من أصعب وأول المشكلات التي واجهت اللقاحات لأنه مع وجود الوباء وسرعة انتشاره تحتاج الدول إلى إيجاد درجات حرارة تناسب اللقاح الذي تعتمده، خصوصا أن درجات حرارة حفظ اللقاحات ليست واحدة، وأكثر الدول التي تواجه هذه الأزمة هي الدول الفقيرة التي تجد صعوبة في الحصول على الإمدادات، مما يسبب زيادة انتشار الوباء، وشدة الطلب على اللقاحات، ولأن المعروض أقل من المطلوب، تنشأ سوق سوداء لبيعها.

تحورات أقوى

مع تركيز عدد من عناوين الأخبار على المتغيرات في الفيروس وقدرتها على إطالة أمد الوباء، فلا عجب أن الناس أصبحوا قلقين بشكل متزايد من أن اللقاحات لن تعمل بشكل جيد ضد الطفرات التي تعتبر مشكلة أخرى في طرق صمود اللقاحات، وقد قال أطباء الأمراض المعدية إنه «حتى لو انخفضت مستويات الأجسام المضادة في الأشهر التالية للتلقيح، فإن جهاز المناعة معقد وقوي كما يقولون، سنكون محميين جيدا ضد المتغيرات، مع تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض والاستشفاء والموت، هناك كثير من الأدلة، سواء من التجارب السريرية للقاحات أو من العالم الحقيقي، والتي تُظهر قدرة اللقاحات على حمايتنا من المتغيرات».

بحثت الأبحاث الحديثة التي أجرتها شركة Pfizer على 44000 شخص حول العالم - بما في ذلك الأشخاص في جنوب إفريقيا الذين تعرضوا في الغالب لمتغير B.1.351 - ووجدوا أن اللقاح ظل فعالًا بنسبة 100 % ضد الأمراض الشديدة والوفاة.

تُظهر بيانات العالم الحقيقي أيضًا أن لقاح Pfizer صمد أمام متغير B.1.1.7، الذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة المتحدة. حتى في المنطقة التي كان فيها B.1.1.7 هو السلالة السائدة، كانت اللقطة فعالة بنسبة 97 % ضد أعراض COVID-19، والدخول إلى المستشفى، والوفاة.

تُظهر الأدلة أن الأمر نفسه ينطبق على لقاحات Moderna و AstraZeneca و Johnson & Johnson.

أجريت التجارب السريرية للقاح Johnson & Johnson في جنوب إفريقيا والبرازيل - وكلاهما تعرض لضرب من النوع B.1.351 والمتغير P.1، على التوالي، عند إجراء التجارب.

على الرغم من أن لقاح Johnson & Johnson كان أقل فعالية بشكل عام ضد المرض الخفيف والمتوسط ​​في جنوب إفريقيا والبرازيل، إلا أن جرعة واحدة لا تزال توفر حماية قوية ضد الاستشفاء والوفاة.

وحتى في المناطق التي تشهد معدلات تطعيم عالية مثل المملكة المتحدة وإسرائيل، سنجد أن الحالات والمستشفيات كانت خالية، حتى مع المتغيرات.

إيقاف وتعليق

كثرة الإيقاف والتعليق لأي لقاح تقلل من آلية اعتماده، وحتى إن تم اعتماده يقل إقبال الناس عليه، لذا مع كل تعليق لأي لقاح تبدأ الشركات الأخرى بإصدار تقارير توضح عدم ووجود ما يوجب تعليق لقاحها وبذلك تثبت بقاءها وتزيد من فرص اعتمادها.

إنتاج ما يكفي لحماية الكوكب

يدور الحديث في المرحلة الحالية عن قدرة كل شركة على إنتاج جرعات كافية لكل السكان، ليس داخل دولة الشركة، أو داخل جدولة معينة، بل في العالم أجمع.

ومع وجود هذا العدد من اللقاحات المعتمدة في كل دولة والتقنيات المختلفة، يتعذر التنبؤ بأيّ اللقاحات سينجح.

ويُجمع معظم الخبراء على استخدام لقاحات عدّة على الأرجح في الوقت نفسه، وقال البروفسور آدريان هيل «لن تقدر شركة واحدة على إمداد العالم بأسره باللقاحات».

وأوضح أنّ المناقشات جارية بين التحالفات والمنظمات الدولية حول أفضل الطرق لتنظيم توريد اللقاحات، لكنه أضاف أن «ليس بيد أحد الحلّ في الوقت الراهن».

اللقاحات المعتمدة عالميا

Oxford/AstraZeneca

معتمد في 93 دولة

خضع لـ24 تجربة في 15 دولة

Pfizer/BioNTech

معتمد في 83 دولة

خضع لـ18 تجربة في 12 دولة

Sputnik V

معتمد في 62 دولة

خضع لـ19 تجربة في 6 دولة

Moderna

معتمد في 46 دولة

خضع لـ15 تجربة في 3 دول

Johnson & Johnson

معتمد في 40 دولة

خضع لـ8 تجارب في 17 دولة

Sinopharm (Beijing)

معتمد في 35 دولة

خضع لـ6 تجارب في 7 دول

Covishield

معتمد في 33 دولة

خضع لتجربتين في دولتين

Sinovac CoronaVac

معتمد في 22 دولة

خضع لـ14 تجربة في 7 دول

Bharat Biotech

معتمد في 6 دول

خضع لـ5 تجارب في دولة

CanSino

معتمد في 5 دول

خضع لـ8 تجارب في 6 دول

Anhui Zhifei Longcom

معتمد في دولتين

خضع لـ6 تجارب في 5 دول

FBRI

معتمد في دولتين

خضع لـ3 تجارب في دولة

Sinopharm (Wuhan)

معتمد في دولتين

خضع لـ6 تجارب في7 دول

Chumakov Center

معتمد في دولة

خضع لتجربتين في دولة