أرجع مهندسون ومطورون عقاريون أسباب ارتفاع فاتورتي تكاليف تشييد «الوحدات السكنية» في مرحلة البناء، والتشغيل والصيانة «بعد السكن»، إلى تجاهل اتجاه وحركة الشمس، واتجاه الرياح أثناء مرحلة التصاميم المعمارية، ووصفوا ذلك بالخطأ «الفادح» في التصميم، مؤكدين أن كثيرا من الوحدات السكنية لا تراعي في التصاميم كون المنزل آمنا واقتصاديا من الناحية الفنية، ويسهم في ترشيد الطاقة، وأوضحوا أن الأحساء من أكبر 5 مناطق سعودية في التطوير العقاري، وحجم استيعابها للمطورين العقاريين كبير، وفقا للإحصائيات المرتبطة بذلك، وهو سوق من أكبر وأصعب الأسواق السعودية.

التستر في قطاع التشييد

دعا المطور العقاري محمد العفالق إلى تنفيذ معارض متخصصة في البناء والتشييد، لإكساب أفراد المجتمع وعيا إضافيا في الأساليب والتصاميم الحديثة في البناء، بما يسهم في ترشيد الإنفاق، وتوفير وكفاءة الطاقة، والترشيد في استهلاك المياه، مؤكدا أن لتلك المعارض فوائد على المستويين الفردي والوطني، علاوة على تخصيص أركان للمكاتب الهندسية والاستشارية، لعرض نماذج وتصاميم تحاكي تلك الأهداف، وأركان لمؤسسات وطنية متخصصة في البناء والتشييد، لعرض إمكانياتها أمام الزوار.

ولفت إلى أن المعارض المتخصصة تسهم في القضاء على التستر في قطاعي التشييد والمكاتب الهندسية، وتبعد الدخلاء على المهنة من غير المؤهلين لها، وبالتالي تخرج الأدنى كفاءة من خريطة العملاء، بجانب تخصيص أركان لمتاجر توريد مواد البناء، مشيرا إلى أن البعض ليس لديهم الإلمام للشروع في البناء، وهذا ما يجعلهم بالتالي عرضة لتكبد خسائر إضافية جراء نقص الدراية والخبرة في تفاصيل البناء، وقد يقعون ضحية حالات نصب واحتيال وخداع من ضعاف النفوس.

ترشيد الإنفاق

ألمح العفالق، إلى ضرورة استغلال الجهة الشرقية للوحدة السكنية، ومتابعة مسار الشمس من الإشراق حتى الغروب، لتحديد مواقع النوافذ، ومواقع الواجهات المكشوفة «الزجاج والألمنيوم»، حتى يتحول الموقع من «مظلم» إلى «مشرق»، ومراعاة اختيار مواقع النوافذ مع اتجاه وسرعة الرياح، ملوحا إلى أن الجهة الشمالية الغربية هي الجهة الأفضل لتحرك الرياح وسرعته، واستفادة أكبر من الهواء ووصوله إلى داخل الوحدة، مبينا أن ذلك، يسهم في ترشيد الإنفاق على الوحدة السكنية في مرحلة الإنشاء، بالاستعاضة عن الحوائط «الأسمنتية» بألواح زجاجية وألمنيوم، وفيه ترشيد وتوفير للطاقة الكهربائية، إذ تكسب الوحدة إضاءة دائمة طوال ساعات النهار، عطفاً على فوائدها الكثيرة على الجسم والصحة العامة، فيما تسهم الرياح في ترشيد الطاقة الكهربائية على أجهزة التبريد.

كفاءة الطاقة

أبان العفالق إلى فائدة الاكتفاء بخزان مياه أرضي، دون الحاجة إلى خزان علوي؛ لأن فيه استهلاك للكهرباء لتبريد المياه في الصيف، واستخدام الطابوق الأبيض لإسهامه في خفض فواتير الكهرباء، موضحا أن أصعب مرحلتين في التشييد، هما: العزل، وتأسيس شبكة المياه والكهرباء بشكل صحيح، وفق ضمانات طويلة الأجل، مبينا أن الجمال في بساطة التصميم وليس في التعقيد، وأن الأثاث هو العنصر الجمالي للوحدة السكنية، ولتلافي مشاكل هبوط الأرضيات في الكراجات يمكن الاستعاضة بأنواع من الخرسانة التي تعطي جمالا ومتانة في نفس الوقت.

الليزر لكشف العيوب

شدد المهندس المعماري عبدالله عدنان، على أهمية استخدام التقنيات الحديثة لكشف العيوب الإنشائية والهندسية والمعمارية، مع التركيز على مرحلة «اللياسة»، التي تثبت جودة المرحلة الإنشائية، موضحاً أن هناك جهازا يعمل بتقنية «الليزر»، يحدد العيوب الظاهرة والمخفية، والاستقامة والامتداد، والتأكد من المستوى الموحد للأرضيات والأسقف، والحوائط، لأغراض استكمال المراجل اللاحقة كالتبليط، والأسقف المستعارة «الجبسية»، والأصباغ، وزوايا الظل «مسطرة»، مشيرا إلى أن هذه التقنية تغيب عن كثيرين، والمطورون العقاريون يحاولون تجاهل هذا الجهاز، حتى لا ينكشف أمر خداعهم وغشهم.

ولفت إلى أن جودة أعمال التشطيب تعتمد بشكل كامل على جودة اللياسة، وبعد السكن، تبرز تلك العيوب والتشوهات، داعياً الجميع إلى الاستعانة بمؤسسات ومتخصصين لفحص اللياسة بهذا الجهاز، والاشتراط على المطور الأجهزة والتقنيات المتخصصة لكشف العيوب في كل مرحلة.

إرشادات ونصائح لبناء وحدة سكنية محدودة المساحة

الابتعاد عن التصاميم الدارجة والمكررة.

اختيار مقاول منفذ «متميز»، ذي خبرة في البناء والتشييد.

تصميم الحدائق في الأدوار العليا «الدور الأرضي يتطلب خرسانة كبيرة جداً».

استغلال مساحات في الأسطح كملاحق خارجية، ومواقع للتخزين.

مراعاة الامتداد البصري للمساحات الصغيرة والضيقة بالاستفادة من الألواح والأبواب الزجاجية.

إتاحة إمكانية إعادة تشكيل الوحدة السكنية «المبنى المرن»، وذلك بإزالة بعض الحوائط، وإضافة دور إضافي.

استخدام الفواصل الخشبية والزجاجية المؤقتة لخدمة الأسرة والضيوف.

الاستفادة من الأبواب كأجزاء رئيسية من الديكورات الجمالية للوحدة السكنية.