يُلاحظ عند بعض ممن يذهبون لتلقي لقاح كورونا التردد والخوف ومن ثم يبدأ القلق ومراقبة الجسم، والتركيز على أمور في الجسم او إشارات قد تكون موجودة سابقا ولكنها تتفاقم بالقلق. وحول هذا الأمر أوضح استشاري الطب النفسي الدكتور وليد السحيباني أن القلق كشعور هو أمر فطري وطبيعي ولكنه عند البعض قد يتحول إلى قلق مفرط خصوصا من ينشغلون كثيرا بما يخص صحتهم، فهؤلاء يكونون أكثر عرضة بأن يخافون في الأصل من أخذ اللقاح وفي حال قراره بأخذ اللقاح نجده يبحث ويسأل، والإشكالية هنا ليست في القراءة والمعرفة إنما في مسألة من أين يحصل على المعلومات، ولهذا ينبغي أخذ المعلومات من مصادرها ولدينا في المملكة وزارة الصحة وكذلك هيئة الغذاء والدواء، هما من الأماكن المخوّلة للحديث عن كل ما يخص اللقاح.

توقع الأسوأ

كما أوضح السحيباني أن فضاء الإنترنت ممتلئ بالمعلومات منها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطئ خاصة فيما يتعلق باللقاحات وآثارها، وأكثر الأشخاص الذين يقومون بكتابة تجاربهم يكتبون التجارب والآثار الجانبية السيئة وحتى إن اختفت الأعراض فإنهم لا يوثقون التجربة الجيدة مما يساهم في زيادة القلق عند الأشخاص، وتابع السحيباني كذلك قد تحدث الآثار الجانبية ولكنها في الأغلب محتملة ولا تستمر لأكثر من أسبوع، وفي حال استمر الشخص في القلق والشعور بالأعراض وتوقع الأسوأ ولم يستطيع السيطرة على تفكيره هنا ينبغي أن يعرض على مختص لطلب الاستشارة، وينوه السحيباني بأن القلق قد يؤدي لآثار شديدة مثل الخفقان وآلام في الجهاز الهضمي والعضلات ووخز في الجسم والصداع وغيره.

الجسم مرتبط بالنفس

أكد السحيباني أن حالة الإنسان النفسية تؤثر على جسده والجسد يستقبل الإشارات من التفكير والشخص القلق بطبيعته يتوقع الأسوأ، فالقلق من تلقي اللقاح والتفكير في الآثار وتوقع حدوثها سيؤدي بالتالي لحدوث الأعراض، مثل من يتوقع حدوث الصداع ويحدث له بالفعل ألم في الرأس، هنا سيعزوه للصداع بالرغم من أنه ليس كذلك وإنما حدث بسبب كثرة التفكير.

النواحي الطبية

وأوضح استشاري علم الأمراض الإكلينيكة والأستاذ في قسم الأحياء الدقيقة والطفيليات الطبية بجامعة جازان عبدالعزيز الحازمي بأنه من المعروف طبياً أن اللقاحات يمكن أن تكون لها بعض الآثار الجانبية، والتي قد تستمر للأيام الأولى بعد تلقي اللقاح وبعض الأعراض قد تمتد لفترة أسبوع كامل. لكن من غير المعروف استمرار هذه الآثار الجانبية لأشهر أو سنوات مثلا، وكل الأعراض الجانبية للقاحات متوقعة ومألوفة طبيا ويقيم اللقاح على أنه لقاح جيد لعاملين، كلما كان آمنا وقلت أعراضه الجانبية وكلما زادت فعاليته لمنع أو تخفيف العدوى ضد الميكروب المستهدف، وعلى هذين الأساسين تطور علم اللقاحات في السنين الأخيرة وساعد على هذا التطور التقنيات الجديدة في الطب والهندسة الطبية، وعليها نشأت نماذج جديدة للقاحات وهدفها الأساس فعالية أعلى ومأمونية أكثر.