مر رمضان شهر الخير والصيام بكل هدوء وجمال كعادته السنوية، وعشنا أجواءه الروحية التي افتقدناها العام المنصرم بسبب الجائحة الشهيرة. لفت نظري التذمر الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي من البرامج الدرامية والترفيهية المعروضة على القنوات العربية لهذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة، وألخص بعض الملاحظات والأسباب في هذا السياق:

1- تكرار النمط والأسلوب، وخاصة في برامج ما بعد الإفطار، حيث يطل علينا كل عام الأشخاص أنفسهم، والقصص نفسها، والتكرار نفسه.

2- غياب الكتاب المؤثرين، فلا يوجد أي كتاب مجددين أثروا الدراما المحلية والعربية.

3- غزو البرامج التلفزيونية العالمية للسوق المحلية، فمع وجود منصات مثل نيتفليكس وغيرها من المنصات، بكل تأكيد ارتفعت ذائقة المشاهدين.

ورغم هذا التكرار النمطي والفشل المتوقع، إلا أنه برزت بعض البرامج ومن أهمها ظهور الإعلامي المديفر ببرنامجه الليوان، وبرز برنامج (سين) وذلك للفكرة (الجديدة) والطرح (المشوق)، وجاء نجاح برنامج (سين) إثباتا لتغير ذائقة المتابعين، وبحثهم عن المعلومات المفيدة أكثر من (التلميحات) الغزلية و(التميلح) اليومي عبر الشاشة الفضية. أما المجال الكوميدي، فشخصيا أعجبتني بعض المقاطع الفكاهية الجميلة الخفيفة الظريفة في برنامج ستديو 21.

ومن أجل دراما عربية أجمل، كنت أتمنى التركيز على الإيجابيات، وترك (جلد الذات)، ترسيخًا لمفهوم النهضة الكبيرة التي تشهدها منطقتنا العربية، ويجب البحث عن كاتبي نصوص أكثر احترافية وبفكر مختلف، والتغيير هو سنة الحياة ومطلب مهم، (التجديد) مفيد ولو جلسنا على (طمام المرحوم)، ولو كررنا أنفسنا لسرقنا الزمن، وتأخرنا سنوات ضوئية عن العالم.