شيدت قلعة شمسان على قمة جبل شمسان في الشمال الشرقي من مدينة أبها، لما يحتويه ذلك الموقع الجغرافي من أهمية عسكرية في حين كانت تشرف على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة أبها بالمناطق الشمالية، وتنبه لموقعها الوالي التركي محيي الدين باشا عندما كان واليا على أبها، خوفا من أي خطر أو هجوم يداهم المدينة من ناحية الشمال، فأصدر أمرًا ببناء القلعة الحصينة على رأس جبل شمسان، واستمرت تؤدي مهامها العسكرية حتى غادر الأتراك أبها عام (1337هـ/1918م).

حامية عسكرية

وفي عام (1352هـ/1933م) احتاجت القوات السعودية للقلعة فوضعت فيها حامية عسكرية قامت بترميم أجزاء كانت قد تهدمت، وأضافت الوحدات البنائية اللازمة وبقيت مستخدمة لها لمدة قصيرة تتراوح بين الست أو السبع سنوات، ثم هجرت فأصابها التهدم والخراب.

وترتفع القلعة عن مستوى سطح البحر حوالي (2400 إلى 2800) متر، وتحتوي على 3 أبراج دفاعية في 3 زوايا فقط، بينما المعتاد أن يكون عدد الأبراج 4 في كل زاوية، ويلحظ أن كل برج يختلف عن الأبراج الأخرى من ناحية الشكل المعماري، ومن الملفت أن نمط البناء مشيد بألواح حجرية ما تزال قائمة حتى الآن.

عقود من الزمن

وظلت قلعة شمسان تؤدي عملها في تحصين شمال مدينة أبها لعقود من الزمن، ويقول الخبير الأثري الدكتور غيثان جريس «قلعة شمسان تسيطر على الطريق القادم من عقبة شعار شمالا، حيث يعد الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة أبها بالمناطق الشمالية، ومن هنا فإن تشييد القلعة في هذا الموقع له أهمية عسكرية في إغلاق الطريق أمام أي هجوم يداهم المدينة من ناحية الشمال، ولهذا فقد تنبه الوالي التركي لهذا الموقع حتى يحصن شمال مدينة أبها».

تأهيل وإنارة

جهزت أمانة منطقة عسير الموقع وأعادت المناسيب وضبطتها مع المحافظة على محيط القلعة وبناء الجدران المحيطة بساحات القلعة، وذلك لتوفير ساحات ومناطق وممرات مشاه ومسطحات خضراء للزوار.

ووفرت الأمانة مساحات حول القلعة تقارب 3500 م2، وجهزت 50 موقفا حول محيطها، كما عملت على تطوير الطريق المؤدي للقلعة عبر إعادة السفلتة والأرصفة والدهانات وتركيب اللوحات الإرشادية والإضاءة بممرات وساحات القلعة والطرق المؤدية لها بـ100 عمود إنارة.