في 2018، دخل رجل الأعمال جيف بيزوس، الذي كان يرأس شركة «أمازون»، في علاقة حب مشبوهة مع مذيعة تدعى «لورين سانشيز»، وعندما انفضح أمره، قرر أن يغطي على فعلته من خلال مؤامرة، أراد توريط السعودية فيها، وذلك لعلمه أن صحيفة «واشنطن بوست» كانت تبذل قصارى جهدها للنيل من المملكة بسبب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فما كان منه إلا أن ربط هذه الأحداث سريعا، وذلك لكي يتمكن من قلب الطاولة على الصحافة الصفراء التي حاولت إسقاطه.

ووفقا لوكالة «بلومبرج» الأمريكية، فإن «بيزوس» وجد نفسه عالقا في عناوين صحيفة «ناشونال إنكوايرر»، المعنية بعالم المشاهير وفضائحهم، وواجه «بيزوس» الأمر بكتابة تدوينة جريئة، تضمنت وصفا للصور التي ادعت «إنكوايرر» الحصول عليها، ليرمي التهم جزافا، ويقول إن «إنكوايرر» نشرت فضائحه كـ«عقاب سياسي» على تقرير صحيفة «واشنطن بوست» التي يملكها، وتحدث عن صلة «إنكوايرر» بإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

لم يكتف «بيزوس» بذلك، فحسب «بلومبرج»، فقد خطط للزج باسم السعودية في خضم هذه الأحداث، كي يشتت الانتباه عن فضيحته، وأظهر أمام الملأ ما يعرف بـ«مؤامرة لوضع برامج للتجسس على هاتفه».

إساءة السمعة

في غضون ذلك، كشف «بيزوس» عن الوجه الأخر واتهم السعودية بالتورط في هذه القضية دون أن يقدم دليلا واحدا على هذه الادعاءات، الأمر الذي جعل أعداء المملكة واللوبيات المعادية تصطف للنيل من سمعة السعودية عبر أذرعها الإعلامية في أمريكا وأوروبا، خصوصا إنجلترا، حيث صحيفة «جارديان» التي تكيل العداء بشكل غير منصف.

ووفقا لـ«بلومبرج»، تتبع صحفيو «إنكوايرر» بيزوس طويلا حتى تمكنوا من التقاط صور للملياردير وعشيقته (لورين). وفي تلك الأثناء، شك «بيزوس» في عدة سيناريوهات لتسريب صوره ورسائله الخاصة، تضمنت أن يكون زوج عشيقته السابق هو من سربها، ووصلت إلى حد الاعتقاد بوجود مؤامرات دولية، طالت السعودية.

وفي يناير 2019، تلقى «بيزوس» و«لورين» رسالة من «إنكوايرر»، تضمنت طلب مقابلة «حول علاقة الحب» التي لم تعد خاصة بهما. ولجأت «لورين» إلى شقيقها «مايكل»، لمساعدتها بشأن المقابلة، الذي كان بدوره قد اتفق مع الصحيفة على الحفاظ على سرية مصدرها.

وعرض «مايكل» استغلال علاقاته مع محرري «إنكوايرر» في معرفة ما لديهم من معلومات، ووقع مع شقيقته عقدا بـ25 ألف دولار في الشهر، ليساعدها في الأمر، وبات يلعب على حبلي الفضيحة دون علمها.

وبينما كان «بيزوس» يسعى لمتابعة قضيته بالسبل القانونية، أمر قسم العلاقات العامة في «أمازون»، في يناير 2019، بنشر خبر انفصاله عن زوجته عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، في بيان بدأ بـ«نريد أن نجعل الناس على علم بتطور في حياتنا». واستمرت «إنكوايرر» في نشر فضائح «بيزوس»، حتى توسط «مايكل» لوقفها مؤقتا.

وعلى الرغم من الوقف المؤقت للنشر، لم يكن «بيزوس» راضيا عن الأمر، وتساءل ما إذا كانت القصص المنشورة تهدف للانتقام السياسي منه بسبب مقالات «واشنطن بوست»؟. وقرر «بيزوس» - آنذاك - منح مستشاره الأمني، غافين دي بيكر، «أي ميزانية يحتاجها لتعقب الحقائق» بشأن كيفية حصول الصحيفة على رسائله الخاصة، مما يعني أنه لم تكن لديه أدنى فكرة عن من فضحه.

وأعلن «بيزوس» و«ماكينزي» أنهما انفصلا بعد 25 عاما من الزواج، و4 أطفال، عبر تغريدة في يناير 2019.

كشف الحقائق

عنونت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية غلافها بـ«صور الخيانة التي أنهت زواج بيزوس»، مؤكدة ظهور وثائق أمريكية تؤكد أن الزوج السابق للمذيعة الأمريكية لورين سانشيز هو الذي سرب تفاصيل علاقتها مع «بيزوس».

وقالت «ديلي ميل»، في تقرير نشرته، إن رجل الأعمال باتريك وايتسيل كان لا يزال متزوجا من المذيعة التليفزيونية عندما نشرت «ناشونال إنكوايرر» صورا تفضح تفاصيل علاقتها الرومانسية بـ«بيزوس».

وأشارت التقارير، في ذلك الوقت، إلى أن شقيق سانشيز (مايكل) هو الذي سرب الصور والنصوص الخاصة بين المذيعة الأمريكية وأغنى رجل في العالم، مما تسبب في انهيار زواج «بيزوس»، الذي دام 25 عاما، من زوجته الروائية ماكنيزي سكوت.

إلا أنه بحسب وثائق قضائية، تضمنت تصريحات لمراسل «ناشيونال أنكوايرر»، نيكولاوس تزيما هاتزيفستاتيو، الذي نشر الخبر، فإن وايتسيل، زوج سانشيز المهجور، هو الذي اكتشف العلاقة، واتجه إلى وسائل الإعلام من أجل فضحها، لكي يستغل الفضيحة في إنهاء إجراءات الطلاق دون تكبد أي نفقات أو تعويضات.

وكشف المدعون العامون الفيدراليون في «مانهاتن»، العام الماضي، عن أن لديهم أدلة على تقديم «لورين» رسائل نصية حميمية إلى شقيقها، وهو الذي باعها إلى الصحيفة، حيث تم الكشف عن رسالة نصية بتاريخ 10 مايو 2018، مرسلة من هاتف «سانشيز» إلى شقيقها، تحتوي على نصوص حميمية لها مع «بيزوس».

وأكدت «ديلي ميل» أن «مايكل» تلقى 200 ألف دولار من «ناشونال إنكوايرر»، بموجب عقد تم توقيعه في أكتوبر 2018.

السعودية تطلب الاعتراف

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن الحقائق أظهرت أن لا علاقة بالمملكة فيما يعرف بقضية «اختراق هاتف جيف بيزوس»، مطالبا ممن وجهوا هذه الاتهامات بالاعتراف، للحفاظ على مصداقيتهم. وتساءل، في تغريدة له اليوم عبر حسابه في «تويتر»: «هل سيعترف الذين اتهموا المملكة وحاولوا الإساءة لسمعتها بشكل علني، للحفاظ على مصداقيتهم؟».