ونحن في هذه الأيام المباركة التي نودع فيها شهر رمضان المبارك، تطل علينا -نحن الشعب السعودي- الذكرى الرابعة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظه الله، لنحتفل احتفالًا خاصًا وجديدًا قبل حلول عيد الفطر المبارك، ويكون عيدنا هذا العام عيدين، ويضيف أفراحًا وبهجة من نوع خاص، عطفًا على ما سطّره سموه من تاريخ جديد لمسيرة الوطن الحافلة بالإنجازات العظيمة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.

أعياد تتوالى على السعودية والسعوديين في هذه الأيام مع مرور أربعة أعوام على ذكرى بيعة قائد الإصلاح والتجديد والتغيير ومؤسس رؤية المملكة 2030 التي احتفلنا قبل أيام بالذكرى الخامسة لإطلاقها، وأيضًا ما نعيشه من أخبار سارة هذه الأيام تُبشّر ببداية النهاية لأزمة كورونا وتداعياتها، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.

ومنذ تولي سموه ولاية العهد، لمسنا بواقعية طموح القيادة الشابة الساعية للتغيير والبناء والتطوير بشكل شامل لكل مؤسسات وقطاعات الدولة داخليًا وخارجيًا، في ظل رؤية 2030 التي أطلقها سموه في العام 2016 وعمل برؤية وبصيرة وعزيمة وشجاعة وبثقة في سباق مع الزمن لمواصلة ترجمة استراتيجياتها وخططها التنموية إلى واقع ملموس ينعم به هذا الوطن المعطاء، ويكفل العيش الكريم للشعب السعودي، ويضمن استمرارية نماء وتطور الوطن بمقومات النهضة، وركائز التنمية السعودية المستدامة، مستعينًا بالله عز وجل في كل أعماله ثم بتوجيهات والده مولاي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

فبعطاء الشباب ونظرته بعيدة المدى انطلق الأمير محمد بن سلمان من الإرث العريق لبلاده ليعالج الحاضر وعينه على المستقبل في مجالات عدة، وسار الإصلاح بشكل أفقي لجوانب عدة تدعم الوطن والمواطن والمقيم على حد سواء، فطالما أظهر مؤسس الرؤية توجهات انفتاحية ومختلفة وعزمًا لا يستكين عمّن سبقه من قيادات المملكة.

فخلال هذه الفترة القصيرة لم يدخر صاحب النظرة الثاقبة وعرّاب الرؤية الأمير الشاب جهدًا في كل ما في شأنه رفعة وعز ورُقي المملكة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات، وذلك وفق خطط استراتيجية وتنمية شاملة تقدمت بفضلها المملكة ولله الحمد مراحل كثيرة وحققت قفزات لم تشهدها من قبل في مسار الإصلاح والتجديد وبناء اقتصاد قوي، والدفع بعجلة التنمية ومحاربة الفساد والتطرف، وتشجيع الاستثمارات العامة والتعاون والشراكة المحلية والدولية، حتى خطت خطوات جبارة نحو اعتلاء المكانة العالمية التي تستحقها لتكون رقمًا صعبًا في مصاف دول العالم المتقدمة، وهو ما أكدته شهادات منظمات عالمية، أظهرت ما حققته المملكة من مراكز متقدمة في تصنيفات عالمية معتمَدة، أبرزها تصدرها مؤشر الدول الأكثر إصلاحًا على المستوى الأعمال والاقتصاد، إضافة لتسجيلها قفزات ملموسة في مؤشر التنافسية لبيئة الاقتصاد الداخلية.

وتتويجًا لتلك الإشادات وفي خضم جائحة فيروس كورونا، جاءت المملكة في عداد طلائع الدول في التعامل الأمثل مع هذه الجائحة، ففيما ما زال العالم يئن للعام الثاني على التوالي تحت هذه الجائحة، بما خلفته من آثار جانبية على الفرد والمجتمع في كل دول العالم، نجحت المملكة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في مواجهة هذه الأزمة باحترافية عالية وبجهود استباقية واحترازية مقدرة، حيث بذلت الغالي والنفيس في سبيل احتواء هذه الجائحة والمحافظة على صحة وسلامة المواطن والمقيم على حد سواء، ووزعت اللقاحات بالمجان بشكل يبشّر ببداية النهاية لهذه الجائحة وتداعياتها.

كل هذه الإنجازات وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لحصرها في هذه السطور لم تكن أمورًا مستحيلة، ولكنها تحتاج فقط إلى كثير من الوقت حتى يتم إحداث التغيير المطلوب وجني المكاسب المأمولة، وهي مؤشرات تدل على النجاح الكبير الذي يحققه ولي العهد ولا يزال على جميع الأصعدة، بمتابعة من خادم الحرمين الشريفين، والتي سيظل معها وطننا العزيز قادرًا على تحقيق كثير من النجاحات وتحقيق الآمال والمستهدفات ليظل وطننا في الطليعة دائمًا.

وأخيرًا لأجدها فرصة ونحن نودع شهر رمضان المبارك، ونستقبل عيد الفطر وكذلك ذكرى بيعة أميرنا المحبوب، أن نهنئ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالعيد السعيد، وأن ندعو الله أن يطيل بعمر سموه ويبارك له نجاحاته ليكمل مسيرة الإنجازات والإصلاحات التي تحقق ما رُسم في رؤية المملكة من آمال عريضة، دعواتنا لا تنقطع له بدوام التوفيق والنجاح والعمر المديد والصحة الوافرة.